الإمارات تُحَيِّي أهْلَها
مَنْ أتَوا مِنْ مَشْرِقٍ أو مَغْرِبِ
فبكُمْ تَحْلو أهازيجُ العُلا
أغْنياتٍ مِنْ خِلالِ المَوكِبِ
وبِكُمْ تُجْلَى الأحاجي في الدُّنَى
مِن خَبيثِ الزّادِ أو مِنْ طَيِّبِ
هذهِ أرْضُكُمُ قَدْ زُيِّنَتْ
بِخُلُوِّ السِّجْنِ لا بالنُّصُبِ
إنّما أقْلامُكُمْ مِنْ ذاتِكُمْ
لَمْ تُزَيَّفْ بِرَنينِ الخُطَبِ
قادةَ الفِكْرِ إليكُمْ نَنْتَمي
فشَذا المِسْكِ بطيبِ العِنَبِ
يا شُموخَ المجدِ هلْ كانَ النُّهى
غَيرَ نَبعٍ في بُطونِ الكُتُبِ
كُلُّ مَنْ يَكْتُبُ حَرفاً ثائراً
هُوَ فينا قَبَسٌ شِبْهُ نَبِي
يا جُهوداً أيْنَعتْ في غُصنِها
وتَجَلَّتْ بِفُنونِ الأدبِ
هذهِ أقْلامُكُمْ في لَيلِها
تَنْشُرُ النُّورَ بِرَغْمِ الغَيْهَبِ
حَجَرٌ زَلْزَلَ أقدامَ العِدَى
أفْقَدَ النّارَ جَحيمَ اللَّهبِ
صِبْيَةٌ أعْمارُهُم أنْ يَلعَبُوا
صارتِ اللعبةُ مَجْدَ العَرَبِ
أفْقَدتْ أعداءَنا آراءهُم
كلُّ قومٍ مِنْهمُ في سَبْسَبِ
يا “فلسطينُ” وحَسْبِي أنَّني
عربيٌّ مُسْلِمٌ في الحَسَبِ
لو يُصاغُ المجدُ صُغْنا أنْجُماً
وجَعَلْنا رَمْزَنا وجْهَ صَبِي
يا دُروبَ المجْدِ في آفاقِنا
ها هُمو أبْطالُنا فانْتَخِبي
القصيدة التي ألقيتها في الحفل الختامي لتوزيع جائزة العويس الأدبية – الدورة الأولى
دبي – الإمارات العربية المتحدة في: 20/3/1990