للشارقة تاريخ طويل مع الثقافة والكتاب، بل مع المسرح والآداب الأخرى، وهذا التأصيل ناتج عن طبيعة الحياة في الشارقة، والرعاية التي قدمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة.
الحيرة بؤرة شعرية خلفت لنا شعراء كباراً أصبحوا السلالة الأولى في تاريخ الشعر، وقبل الحيرة كان سالم بن علي العويس الذي أصبحت حياته أسطورة تذكر وهو يصر على القراءة بعد أن كان مشتركاً بمجلة «الرسالة» ومجلات أخرى كانت تصل له رغم بعد المسافة، بل يقال إنه كان يعمل في النهار ليتفرغ ليلاً للقراءة. وكان يستعين بسعف النخيل من أجل الإضاءة التي تساعده على القراءة.
في المسرح، كانت مدرسة القاسمية السباقة في مبادرة المسرح ليتطور المسرح ويلد مهرجانات عديدة تألق فيها نخبة من الشباب، بل حفزت صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لا ليدعم هذا المسرح فقط، بل وليشارك فيه بإبداع. ورفده بمسرحيات مختلفة طافت العديد من البلدان العربية.
ثم «بيت الشعر» الذي بات بيوتاً في العديد من البلدان العربية، ناهيك عن حماية التراث والآثار، وصيانة العديد منها، حتى تبلورت تلك الآثار وأصبحت مزاراً للدارسين والباحثين والمهتمين.
ومع كل هذا الاهتمام بالعديد من الأجناس الأدبية والفنية، نجد أن الكتاب حاضر يتميز بحضوره ليس في المكتبات المتعددة التي أوجدتها دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة فقط، بل أيضاً مع معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي حرصت الشارقة على الاحتفاظ به وتنميته ورعايته عبر سنوات طويلة، وخصصت له موسماً ومكاناً وإدارة متخصصة، وتوسع هذا المعرض ليتجاوز المحلية ثم الإقليمية ليصبح بعد ذلك مع معارض الكتاب الدولية المعترف بها، وهذا ليس جهداً بسيطاً أو عرضياً، إنه جهد تأسيسي ومثابرة مستمرة، ورؤية واضحة وطموح كبير من أجل معرض للكتاب يتماشى مع النهضة العمرانية الاقتصادية لدولة الإمارات.