كشفت هيئة الشارقة للكتاب أن الدورة ال43 من معرض الشارقة الدولي للكتاب تستضيف أكثر من 2520 ناشراً وعارضاً من 112 دول عربية وأجنبية، يحتفون بالتنوع الثقافي العالمي خلال الفترة من 6 وحتى 17 نوفمبر المقبل، في مركز إكسبو الشارقة، في الوقت الذي يجمع المعرض 400 مؤلف يوقعون كتبهم الجديدة، من بينهم نخبة من كبار الأدباء والفنانين العرب والأجانب، كما تشهد دورة هذا العام من المعرض تنظيم 1.357 فعالية متنوعة، يشارك فيها أكثر من 250 ضيفاً من 63 دولة، وتستهدف جميع الأعمار من مختلف الاهتمامات.
ويحتفي المعرض، الذي يرفع هذا العام شعار «هكذا نبدأ»، بالمملكة المغربية ضيف شرف دورته الجديدة، بهدف تسليط الضوء على المشهد المعرفي والثقافي في قطاعات الأدب والفنون المغربية، كما يقدم المعرض 600 ورشة عمل لمختلف الفئات العمرية، ولأول مرة ينظم ورشاً متخصصة مفتوحة للتسجيل المسبق، تجمع المشاركين بكبار المتخصصين في الكتابة الإبداعية في الوطن العربي والعالم.
جاء الإعلان عن تفاصيل الدورة ال43 من المعرض والفعاليات المصاحبة، خلال مؤتمر صحفي أقيم في مقر الهيئة، وتحدث خلاله أحمد بن ركاض العامري، الرئيس التنفيذي للهيئة، وأحمد التازي، سفير المملكة المغربية في الإمارات، ومحمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وخولة المجيني، المنسق العام للمعرض، ومنصور الحساني، منسق عام المؤتمرات المهنية للمعرض، بحضور جمع من الصحفيين وممثلي الوسائل الإعلامية.
وفي كلمته خلال المؤتمر الصحفي، أكد أحمد بن ركاض العامري، أن الشارقة اختارت دوماً أن تكون حاضرةً بقوة في حقول الثقافة والأدب والعلوم، تدفع بقطاعات الإبداع والمعرفة إلى محطات جديدة، ليكون البنيان المعرفي ركيزة التنمية الشاملة والمستدامة.
وقال العامري: «عشنا وإياكم تجارب ومنجزات إمارة الشارقة، التي أكدت رؤية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، بأن الكتاب أصل كل شيء، وأنه الأمين على منجزات الشعوب وحكاياتها ورفيق مسيرتها، وبناء عليه نقف أمامكم اليوم ونحن نستعد لرحلتنا السنوية في رحاب معرض الشارقة الدولي للكتاب لنقول: هكذا نبدأ».
وأضاف: «بفضل الفكر العميق لصاحب السمو حاكم الشارقة، الذي اعتبر أن بناء العقول هو الاستثمار الأكبر، أصبحت الشارقة اليوم مركزاً للثقافات، وجسراً يجمع بلدان العالم، ووجهة عالمية للمعرفة والإبداع، وفي هذه الدورة من المعرض، نواصل مسيرتنا برؤية متجددة، بقيادة الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، التي أخذت على عاتقها مسؤولية تطوير صناعة النشر محلياً وعالمياً، وتحقيق نقلة نوعية في مكانة الكتاب العربي».
بدوره، أكد محمد حسن خلف أن الشراكة مع هيئة الشارقة للكتاب تمثل نموذجاً لتكامل العمل المؤسسي في مختلف الفعاليات، وعلى رأسها معرض الكتاب، الذي يُعد منارة شامخة تنير طريق المعرفة، وقال: «فخورون بدورنا كشريك إعلامي لهذا الحدث الثقافي الفريد، حيث نسهم من خلاله في نشر المعرفة، وإن احتفاءنا بالدورة الثالثة والأربعين سيكون استثنائياً، مع استوديوهات خاصة، وخطة متكاملة تشمل بث حفل الافتتاح، وبرامج متنوعة على قنوات وإذاعات الشارقة العربية والأجنبية، بالإضافة إلى تغطية مباشرة عبر منصة مرايا والإعلام الرقمي، الذي يواكب فعاليات المعرض لحظة بلحظة».
من ناحيته، ألقى مروان الزعيم، الرئيس التنفيذي لمجموعة «المروان»، راعي جائزة «ترجمان»، كلمة مسجلة قال فيها: «نفخر برعاية الجائزة، التي تسهم في خدمة لغتنا وثقافتنا العربية، وتشكّل جسراً للتواصل مع العالم وثقافاته المتنوعة، وتعكس جهود الشارقة المستمرة في نشر الثقافة وفتح أبواب المعرفة أمام العالم، فعلى مدار 43 عاماً، أصبح المعرض ملتقى عربياً يجمع العالم العربي على أرضها، حيث أصبحت القراءة من خلاله ركيزة أساسية للتطوير والنمو والازدهار، وأثبت قدرة كبيرة لإمارة الشارقة على التجديد ومواصلة دعم المشهد الثقافي العربي والعالمي».
* مكانة مرموقة
وفي كلمته خلال المؤتمر الصحفي، قال أحمد التازي: «يعد حلول المغرب في الدورة الثالثة والأربعين من معرض الشارقة الدولي للكتاب حدثاً ثقافياً بارزاً، نظراً للمكانة المرموقة التي يتمتع بها هذا المعرض، والذي يرسخ في كل دورة جديدة مكانته الدولية المتقدمة بين معارض الكتاب العالمية، وانطلاقاً من هذه المكانة، قامت وزارة الثقافة المغربية بجميع الترتيبات لضمان مشاركة متميزة للمغرب، بهدف ترك بصمة إيجابية وإبراز الكتاب كأحد أوعية الثقافة المغربية بما يستحقه من حضور».
وأضاف: «يتجلى حضور المغرب في المعرض ضمن برنامج ثقافي وفني يعكس أبرز ملامح المشهد الثقافي المغربي الحالي، من خلال المعروضات والندوات والجلسات التي يشارك فيها نخبة من الفلاسفة والمفكرين والأدباء، إلى جانب فعاليات خارج أسوار الجناح والمعرض، تُقدِّم لجمهور الشارقة لمحة عن الفنون والتراث المغربي العريق، كما تشمل المشاركة ورشاً يدوية في فنون الخزف والزخرفة والزليج والنسيج المغربي، بالإضافة إلى حكايات تأخذ الجمهور في رحلة خيالية إلى عوالم المغرب».
بدورها، كشفت خولة المجيني عن تفاصيل فعاليات الدورة ال43 من المعرض، حيث أكدت في بداية كلمتها خلال المؤتمر الصحفي، أن الكتاب مفتاح التميز في الحياة، وبداية كل مبدع في أي مجال، وقالت: «تتغير حياتنا مع مرور الزمن، وتتغير معها اهتماماتنا وقراءاتنا، ففي طفولتنا، نستمتع بحكايات الخيال والأساطير، وفي شبابنا نبحث عن كتب المغامرة، وفي عهد العمر المتقدم تبدأ قراءات قد يحمل معها القارئ نفَس الكاتب، ليأخذ المهمة عنه، ويصبح كاتباً يبدأ من عنده الآخرون ويستفيدون من تجاربه، كما بدأ هو في مرحلة ما من الكتاب».
من جهته، تحدث منصور الحساني حول الفعاليات المصاحبة للمعرض في دورته الحالية، وأشار في كلمته إلى أن المعرض، بما يحتويه من مؤتمرات دولية تجمع الناشرين من مختلف أنحاء العالم، أصبح يمثل منصة عالمية لتشكيل مستقبل صناعة النشر، ورسم ملامح مرحلة جديدة عنوانها التواصل بين كافة أقطاب الصناعات الإبداعية في العالم.
ويشارك هذا العام في المعرض 2522 ناشراً وعارضاً، وتتوزع دور النشر المشاركة في معرض الشارقة الدولي للكتاب على 835 دارَ نشرٍ عربية، و264 دار نشر أجنبية. وتتصدر قائمة المشاركات عربياً دولة الإمارات ب234 ناشراً، تليها مصر ب172 ناشراً، ثم لبنان ب88 ناشراً، تليها سوريا ب58 ناشراً، في ما تمثلت أبرز المشاركات الأجنبية بالمملكة المتحدة ب81 ناشراً، ثم الهند ب52 ناشراً.
ويستضيف المعرض نخبة من كبار الأدباء والمفكرين والمثقفين والفنانين، بينهم حاصلون على جوائز عربية وعالمية رفيعة المستوى، إذ يجمع 134 ضيفاً عربياً ودولياً من 32 دولة للمشاركة في 500 فعالية ثقافية، تشتمل على جلسات وقراءات وورش عمل، وقصص حول تجارب إبداعية في مختلف فنون الإبداع والكتابة، وتتضمن قائمة المشاركين 49 ضيفاً عالمياً من 14 دولة، و45 ضيفاً عربياً من 17 دولة، إلى جانب 40 متحدثاً إماراتياً.
وتتضمن فعاليات المعرض هذا العام تجربة جديدة من خلال ورش عمل متخصصة محجوزة مسبقاً، باللغتين العربية والإنجليزية، وتمتد كل ورشة منها على مدار ثلاثة أيام، لورش اللغة العربية، ويوم واحد لورشة اللغة الإنجليزية، وتتناول موضوعات كتابة قصص التشويق، وأسرار التحرير الأدبي، والتعافي باستخدام الكتابة، وغيرها، ويقدمها نخبة من كبار الكتاب العرب والأجانب، منهم أحمد مراد، أحمد عبد المجيد، روبي كور، إيزابيلا مالدونادو، وغيرهم.
ويشارك في المعرض خلال هذه الدورة مجموعة من الكتاب والمفكرين والشعراء الإماراتيين، أبرزهم: الدكتور سلطان العميمي، الدكتور سعيد الظاهري، الدكتور حمد بن صراي، الكاتب إبراهيم الهاشمي، الشاعر علي العبدان، الكاتبة إيمان اليوسف، الشاعرة أمل السهلاوي، الكاتبة سلمى الحفيتي، والكاتب عبد الله الحساوي، وغيرهم.
في حين يستضيف المعرض نخبة من الأدباء والكتّاب والفنانين العرب للمشاركة في البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض، منهم: الفنان المصري أحمد عز، والكاتب والروائي المصري أحمد مراد، والخبير الاقتصادي أحمد السيد النجار، والدكتور سعد البازعي، والدكتور أمير تاج السر، إضافة إلى مجموعة من الشعراء والروائيين العرب المشاركين، منهم الشاعر المصري هشام الجخ، الروائي إبراهيم عبد المجيد، الكاتبة ليلى العثمان، الشاعر أدهم فتحي، والكاتب سعد الرفاعي.
ومن أبرز الأسماء الأجنبية المشاركة: جورجي جوسبودينوف، من بلغاريا، الشاعر والكاتب المسرحي الذي ترجمت أعماله لأكثر من 38 لغة، وفائز بجائزة البوكر الدولية لعام 2023، كما يحضر المعرض البروفيسور لورانس م. كراوس من كندا، الفيزيائي والفلكي مؤلف كتاب «فيزياء ستار تريك» و«الكون من لا شيء» و«فيزياء تغير المناخ» وغيرها.
ومن ضيوف المعرض الروائية الباكستانية آمنة مفتي، الحائزة على عدة جوائز، والبريطاني طاهر شاه، مؤلف كتاب «صائد الجن» وإصدارات أخرى، الشاعر والكاتب الجنوب أفريقي إيان إس توماس، مؤلف كتابي «سرك» و«حقيقتك» وغيرهما، ويشارك في جلسات وحوارات المعرض أستاذ التاريخ العالمي بيتر فرانكوبان، من المملكة المتحدة، الملقب ب«المؤرخ النجم»، الأمريكية براندي جيلمور، مؤلفة كتاب «سيطر على عقلك»، إلى جانب الممثلة الهندية هوما قريشي، مؤلفة كتاب «زيبا».
وتحتضن فعاليات المعرض «معزوفات شعرية» التي تنطلق يومياً في تمام الساعة السابعة مساءً، حيث يجتمع نخبة من الشعراء من مختلف أنحاء العالم لتقديم قصائدهم بست لغات مختلفة: العربية، الإنجليزية، الأردية، البنجابية، المالايالامية، والتاغالوغية. وتُقدم القصائد برفقة عزف موسيقي يضفي على الأمسيات طابعاً فنياً تتناغم فيه جماليات الكلمات مع عذوبة الألحان، ليكون احتفاءً بالتنوع الثقافي والفني.
ويشارك في هذه الفعالية نخبة من الشعراء العالميين مثل يانيس توماس من المملكة المتحدة، وواسي شاه من باكستان، رفيق أحمد من الهند، وإستير فارغاس كاستيلو من الفلبين، كما يشارك من العالم العربي الدكتور مشعل حمد، الشاعرة إباء الخطيب، الشاعر آدم فتحي، والشاعر ناصر الوبير.
*مهرجان الإثارة ويستضيف المعرض في هذا العام الدورة الثالثة من «مهرجان الإثارة والتشويق» في الفترة من 7 وحتى 10 نوفمبر، بالتعاون مع Thriller Festival NY. ويجمع المهرجان جمهور المعرض وزواره مع نخبة من الكتّاب المتخصصين في أدب التشويق والجريمة، ويوفر المعرض من خلال المهرجان منصة لسبع مؤلفين دوليين و7 مؤلفين عرب، من كتّاب قصص الألغاز والغموض والتشويق، منهم: أحمد مراد، أمير عاطف، يحيى صفوت، سعد عابد البدر، محمد الناصر، جون جيه نانس، تيس جريتسين، وغيرهم.
ويشهد المعرض تنظيم مجموعة متنوعة من الورش والعروض المسرحية، بهدف جذب الزوار من مختلف الفئات العمرية والمجالات الإبداعية، وذلك من خلال 600 ورشة عمل، تقدم تجربة تعليمية وتفاعلية شاملة تلبي اهتمامات جميع الحضور، وتتوزع الورش ما بين 465 ورشة عمل مخصصة للكبار والأطفال، بالإضافة إلى 135 ورشة موجهة لمرحلة الطفولة المبكرة.
وعلى صعيد العروض الفنية، يقدم المعرض 105 عروض متنوعة، تتراوح بين العروض المسرحية والراقصة، والعروض الجوالة، بالإضافة إلى السيمفونيات الغنائية. ويشارك في هذه العروض نخبة من العالميين القادمين من 9 دولة.
ومن أبرز العروض المسرحية التي تستضيفها هذه الدورة، «مسرحية ترينو»، وهي من بطولة الجود البعنون والجوري البعنون ووضحة الأيوب. وتدور أحداثها حول حياة ثلاث فتيات يتلقين دعوة للمشاركة في رحلة في قطار حافل بالألغاز سيمر خلالها على عدة بلدان من أجل تحقيق التعايش مع شتى الشعوب.
بالإضافة إلى ذلك، يشهد المعرض تقديم «مسرحية الياثوم»، وهي مسرحية رعب في إطار من الكوميدية المسلية، من بطولة عبد الرحمن العقل، زهرة عرفات، فهد البناي، ونايف العنزي، وتناقش بأسلوب فكاهي بعض الظواهر الاجتماعية الطارئة التي تهدد التماسك المجتمعي.
وتقدم المغرب برنامجاً ثقافياً متنوعاً يشمل أكثر من 107 فعاليات، يشارك فيها أكثر من 100 مشارك من الأدباء والمفكرين والناشرين المغاربة، منها 17 فعالية ثقافية، و36 فعالية فنية، وأكثر من 44 فعالية مخصصة للأطفال، إلى جانب 10 جلسات في ركن الطبخ، كما تعرض المسرحية المغربية «سفر» يومي 8 و9 نوفمبر.
ومن أبرز الأسماء المغربية المشاركة: رحمة بورقية، الباحثة في السوسيولوجيا وأول رئيسة جامعة في المغرب، والأديب مبارك ربيع المتخصص في علم نفس الطفل، ومحمد الأشعري الفائز بجائزة البوكر العالمية للرواية العربية، كما يشارك المؤرخ جامع بيضا، والشاعرة لطيفة مفتقر، بالإضافة إلى المفكر عبد الإله بلقزيز، والكاتب عبد السلام بنعبد العالي، الفائز بجائزة سلطان العويس للدراسات الإنسانية.
دورة تدريبية للناشرين وتنطلق الفعاليات المصاحبة للمعرض بالدورة التدريبية للناشرين العرب والأفارقة، في الثاني من نوفمبر، بمشاركة 157 ناشراً، منهم 52 من دولة الإمارات، و50 ناشراً عربياً، و55 ناشراً أفريقياً، تُقام الدورة بالتعاون مع جامعة نيويورك، وتهدف إلى تقديم أفضل الممارسات والتجارب العالمية في قطاع النشر، وستركز الدورة في هذا العام على تأثير تكنولوجيا الميتافيرس والبيانات على الناشرين، دور تقنية «بوكتك» في التوصية بالكتب وبيعها، والذكاء الاصطناعي ومستقبله في النشر.