نظمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بالتعاون مع جامعة زايد بدبي صباح يوم الأربعاء 25 أكتوبر الجاري ملتقى (الاستدامة الثقافية.. لحياة أفضل في الإمارات) الذي أقيم تحت رعاية سمو الشيخ عبدا لله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وبحضور معالي الدكتور الدكتور أنور قرقاش رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية وأعضاء الهيئة التدريسية بجامعة زايد وأعضاء مجلس أمناء مؤسسة العويس الثقافية بالإضافة إلى نخبة من الأكاديميين من مختلف الجامعات والمثقفين والعاملين في المؤسسات العلمية وجمهور من الطلبة وأصدقاء المؤسسة وغيرهم من المهتمين والمتابعين.
أُفتتح الملتقى بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة ثم كلمة المؤسسة قرأها معالي الدكتور أنور قرقاش رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، وجه فيها الشكر لمعالي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية لرعاية هذا الحدث.
وجاء في كلمته:
أعبر أولا عن سعادتي بوجودي في هذا الصرح العلمي والثقافي المهم لأن نهضة الدول تقاس عبر نوعية التعليم، وخاصة في عالم متغير..
بداية أعرفكم على مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، هذه المؤسسة هي أحد نتاجات المجتمع المدني التي قامت بوصية أحد كبار رجال الأعمال الشاعر الراحل سلطان بن علي العويس، ومنذ البداية قامت هذه المؤسسة على رعاية الثقافة العربية لتكريم المثقفين بجوائز مرموقة، وهناك برنامج ثقافي ترعاه المؤسسة ومشاركات أخرى كثيرة.
وقال قرقاش:
أن أحد أهم برامجنا الوطنية في دولة الإمارات هذا العام، هو استضافة مؤتمر الأطراف حول العالم وما يعرف كوب 28، وان هذا الحدث اللي نحن نحضره اليوم (الاستدامة الثقافية.. لحياة أفضل في الإمارات) هو أيضا جزء من مساهمة جامعتكم، جامعة زايد، ومؤسسة العويس الثقافية في تعزيز أحد أهم المؤتمرات التي تستضيفها دولتنا، في 30 نوفمبر المقبل، حيث أن مسألة المناخ ليست قضية عربية أو خليجية، أو آسيوية، ولكنها قضية إنسانية مهمة للغاية، ولا بد أيضا أن أشير إلى أن موضوع الاستدامة كان دائما جزء من بيئتنا، من خلال حرص المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان على مسائل تتعلق بالمياه والتشجيع و الحد من التصحر، وما إلى ذلك، وهذا كان حرصاً عفوياً طبيعياً، ونرى أن هذا الحرص أيضاً في رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد رئيس الدولة “حفظه الله”، حيث إن النجاح في هذه المسألة هو نجاح مرتبط بمناحي كثيرة، عبر بناء قاعدة تعليمية صلبة.
واختتم قرقاش كلمته قائلاً: ان استدامة أسلوب العيش الكريم يتطلب القدرة على التكيف، والثقافة تلعب دور في هذا الجانب لأنها تعطينا العمق والبعد، والمصداقية، سواء أكانت هذه الثقافة مكتوبة أو مرسومة أو محكية وما إلى ذلك. وعليه يسرنا في مؤسسة العويس الثقافية أن نكون شركاء لجامعة زايد في هذا الحدث، ونقدم لهم الشكر على هذه الاستضافة الكريمة.
كما وجهت الدكتورة منى البحر مستشار رئيس هيئة تنمية المجتمع وعضو مجلس أمناء جامعة زايد الشكر لسمو الشيخ عبد الله بن زايد وزير الخارجية لرعايته ملتقى (الاستدامة الثقافية.. لحياة أفضل في الإمارات) ووجهت الشكر لمؤسسة العويس الثقافية لهذا الدعم الكبير، ولهذه الشراكة الإيجابية بين الجامعة وبين المؤسسة، لأنها اختارت جامعة زايد لتنظيم هذا الحدث، فبدون الثقافة وبدون المعرفة لن نستطيع أن نواصل مسيرتنا، ولن نستطيع أن يكون هناك استدامة.
ثم بدأت وقائع الجلسة الأولى التي أدارتها الدكتورة فاطمة الصايغ وقدمت فيها الأوراق التالية الاستدامة بين الماضي والحاضر في دولة الإمارات (د. مهندس سهيل الغفل) والاستدامة البيئية ومقاصدها في الثقافة المحلية (د. محمد العبادي) واستخدام تقنيات البناء المستدامة (م. ميرة محسن العامري) والاستدامة والتراث العمراني (رشاد أبو خش).
وفي الجلسة الثانية التي أدارتها الدكتورة منى البحر قُدمت البحوث التالية، الاستدامة الثقافية ووسائل الإعلام الإماراتية (علي عبيد الهاملي) ونهاية النسيان والاستدامة الثقافية (صالحة عبيد) وثقافة الاستدامة والتربية البيئية في المجتمعات التعليمية (د. هبة أبوخوصة) وتقنيات الذكاء الاصطناعي وآثارُها على النظام البيئي (أ.د. بلقاسم الجطاري) والاستدامة البصرية والتنمية الحضرية (م. صنعاء العليلي).
وفي ختام الملتقى درات الكثير من الحوارات والنقاشات بين المشاركين والحضور أغنت الملتقى وكشفت عن جوانب أخرى من مفهوم الاستدامة بشكل مفصل.
ثم قدم الدكتور سليمان موسى الجاسم نائب رئيس مجلس الأمناء درع المؤسسة للدكتورة منى البحر وشكرها على جودة التنظيم والمساهمة الفاعلة في إنجاح الملتقى، وبدورها قدمت الدكتورة منى البحر درعاً تذكارية من جامعة زايد لمؤسسة العويس الثقافية وتمنت المزيد من الأنشطة المماثلة التي تعكس القيمة الإيجابية للعمل الثقافي المشترك.
وعلى هامش الملتقى تجول الحضور في المعرض التشكيلي (غدٌ مستدام) الذي يُعنى بالاستدامة من خلال منحوتات ولوحات لفنانين يستخدمون مواد صديقة أو يتناولون في أعمالهم مواضيع تهتم بالبيئة والاستدامة، وأثنى الدكتور أنور قرقاش على الأعمال المعروضة وتمنى للفنانين المزيد من التألق والنجاح.
وشارك في المعرض كل من الفنانين: باسم الساير وجمال محمود بهجت وجورج صبحي وعلي الزويلف وميره القاسم وعزة القبيسي وخليل عبد الواحد ود. محمد يوسف وسعود الظاهري ومحمد أحمد إبراهيم.
ويأتي هذا التعاون المشترك مع جامعة زايد في ظل التوجهات الرسمية حيث تُكرس دولة الإمارات عام 2023 للاستدامة، تحت شعار “اليوم للغد”، ومن خلال هذا التعاون ُسلط الضوء على تراث دولة الإمارات الغني في الممارسات المستدامة، ونشر الوعي حول قضايا الاستدامة البيئية وتشجيع المشاركة المجتمعية في تحقيق استدامة التنمية ودعم الاستراتيجيات الوطنية في هذا المجال.
مؤسسة العويس وجامعة زايد يعززان قيمة الاستدامة الثقافية بملتقى فكري ومعرض فني وتعاون مثمر