نظمت جائزة العويس بالمشاركة مع وزارة الشباب والثقافة أول من أمس ليلة فنية متميزة، وقدمت فرقة موسيقية متنوعة جميعهم من المواطنين، روائع من الزمن الجميل، حيث نجح الموسيقار عيد الفرج أن يعيد تشكيلهم ويجمعهم تحت مظلة وزارة الشباب في مبادرة نوعية، بعد أن كانت هذه المواهب متفرقة.
فخور بأن تكون لدينا فرقة من شباب الوطن يعزفون كل الأدوار ويؤدون الطرب الأصيل، خصوصاً وهم من خريجي المعاهد الموسيقية على مستوى الوطن العربي.
أعجبتني الأمسية التي حضرها نخبة من الدبلوماسيين والمثقفين والأدباء، استمعنا إلى الأغاني الوطنية، وتذكرنا تلك الحقبة عندما كانت الأندية تتمتع بمثل هذه الأعمال الفنية الثقافية ومسابقات بين أعضاء النادي الواحد، للأسف اختفت اليوم تماماً، ولم يعد لها ذكر، بل إن اللجان الثقافية تم إلغاء غالبيتها، وأصبح مشرفوها يبحثون عن عمل لهم، بعد أن استغنت الأندية عنهم، ولم تعد هناك حاجة للثقافة في الأندية، ما يدعو للعجب!
وأذكر أنه في منتصف الستينيات، كانت الثقافة ملازمة للرياضة، فالأندية الرياضية في مجملها، كان يطلق عليها اسم (النادي الثقافي الرياضي)، بمعنى أن كلمة الثقافي كانت تسبق الرياضي على لافتاتها حيث كانت الأندية أماكن يلتقي فيها الناس لممارسة مختلف أنواع الرياضة، وخصوصاً الكرة، التي كانت هي الأهم في تلك الفترة، وفي الجانب الاجتماعي، كانت أيضاً مكاناً لممارسة بعض الألعاب ذات الصفة الاجتماعية، وفي ذلك الزمن، برز الدور الثقافي للأندية بشكل واضح، بسبب عدم وجود المؤسسات الثقافية الأخرى، على نحو ما نراه اليوم، وبالتالي، عوضت الأندية ذلك النقص في تلك المؤسسات، وقامت بالدور الثقافي اللازم، ولابد من الإشارة إلى نقطة مهمة، وهي أن مؤسسي تلك الأندية، كانوا يمتلكون الرؤية في أن النادي ليس مجرد مكان لممارسة الرياضة، بل يجب أن يكون مكاناً للتوعية والتثقيف، وممارسة الهوايات الثقافية، كان في كل نادٍ لجان ثقافية، إضافة إلى اللجان الرياضية، بل إن رجال الثقافة اليوم، الذين نراهم في الساحة متألقين، تخرجوا في الأندية الرياضية رياضيين، فتحية لمواهب بلدنا الذين شاهدتهم على مسرح العويس. والله من وراء القصد
مواهب بلدنا
جريدة البيان