يقول القاص الإماراتي محسن سليمان: «أتبع برنامجاً يومياً في قراءاتي أبدؤه بقراءة الصحف الورقية أول النهار، أما باقي اليوم فيكون مخصصاً لما سبق وقررته في برنامجي، ويتضمن قراءات عامة متفرقة، وفي هذه الفترة، أقرأ في كتب الإدارة والعلاقات العامة، وهو تخصصي العلمي؛ بهدف مواكبة تطور علم العلاقات العامة، وتعزيز التواصل مع الآخر، وربط طبيعة عمل المنشأة مع الآراء العامة، أيضاً بحث ظهور أساليب الإدارة الحديثة التي تعتمد على تعزيز الحوار، والمشاركة في الرأي كوسيلة مؤثّرة للتعرّف إلى تنوع الأفكار حول طبيعة العمل المنشود».
ويتابع محسن سليمان: «أما في الجانب الأدبي، فهو ذلك الطريق الجميل الذي ننتهجه في جميع المواسم، ومع ظهور عدد كبير من الإصدارات الأدبية الجديدة، فقد اطلعت مؤخراً على عدد من المجموعات القصصية الحديثة، فأنا أرى أن إصدارات القصة القصيرة تشهد تنامياً جدياً في المنشورات الأدبية، كما أنني على وجه الخصوص أنظر إلى المجموعة القصصية بوصفها تتألف من عدة قصص منفصلة، أحكم عليها من فعل الكتابة نفسه، وطريقة الكتابة، ولغة الكاتب، حتى أستطيع أن أتبين مستقبل الكاتب الذي أقرؤه بعيداً عن روح القص وجمالياته».
ويضيف سليمان حول الإصدارات القصصية بقوله: «القصة تمتلك حضوراً يصعب تجاوزة في المشهد الثقافي المحلي، وأستطيع التأكيد أن الزمن كفيل بترسيخ الأقلام الجادة، ولقد لفتني مؤخراً اهتمام الدراسات النقدية بالقصة القصيرة، وهذا أمر مبشر، وفي هذا السياق فقد قرأت في الفترة الأخيرة مجموعتين لكتاب إماراتيين بينهم الشاعر والأديب علي الشعالي، الذي صدرت له مجموعة قصصية لافتة بعنوان (حيوات بطعم الرمان)، انتهيت من قراءتها مؤخراً، وهي تدور بشكل عام حول العلاقات الإنسانية وتشابكها النفسي.. والمجموعة الثانية بعنوان (الوجه الذي رسمه) لقاصة إماراتية اسمها نهى مطر فهي تحمل قلماً واعداً في فن القصة القصيرة، وأنا أنصح القراء بمطالعة هذين العملين».
- خطط
ويؤكد محسن سليمان أنه غالباً ما يجد صعوبة في هذه الأيام، لترسيم مخطط منظم لقراءة الكتب؛ لأن النهم المستمر والرغبة في الاستكشاف يعمل على تغيير مسار القراءة بشكل مستمر، يقول: «أنا لديّ خطة قرائية، وفي جعبتي -إذا ما حسمت برنامج القراءة من حيث التخطيط والتنظيم- الكثير من الإصدارات الخاصة في دولة الإمارات وتاريخ منطقة الخليج العربي، وهناك عدد من الإصدارات النقدية الأخيرة لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وجميعها ضمن الخطة الموضوعة للقراءة، وأنصح الزملاء بقراءة كتب زملائهم الشعراء والروائيين والقاصين، فنحن نحتاج إلى معرفة إصداراتنا ككتاب، ونحتاج لأن يشجع بعضنا البعض، والتعرف كذلك إلى الجيل الجديد من الكتاب الإماراتيين والعرب، وأيضاً كتاب العالم، بحيث يتدرج القارئ ويفهم المعنى الحقيقي للقراءة».
- طقوس
بخصوص طقوس القراءة يقول سليمان: «ليست لديّ طقوس خاصة، وبمرور الوقت تعوّدت قراءة أكثر من كتاب في اليوم الواحد، وحين أكون بصدد قراءة كتاب جديد أو أتذكر كتاباً آخر، أو موضوعاً ما، فذلك يجعلني أقرأ كتابين في ذات اليوم، وهذا أعتبره سلوكاً طبيعياً عندي، يعمل على تنشيط ذهني باستمرار».
يقول سليمان: «الكتاب خير جليس لي وهو الأكثر حميمية، وقديماً كان العلماء والدارسون يعتمدون على الكتاب الورقي في الدراسة والتحصيل، واستيعاب العلوم ونقلها من جيل إلى جيل، كما أن الكتاب الورقي لا يحتاج إلى وسيط، أو محفز للقراءة، وقد شهدنا في الفترة الأخيرة تحوّل الكثير من الكتب الورقية إلى كتب إلكترونية، وهناك انتشار واسع لهذه الكتب في أوساط القراء، وخاصة مع ابتكار شاشات لهذه الكتب تُضاهي الصفحات الورقية للكتاب، ورغم ذلك فأنا أشعر براحة نفسية عندما أتلمس كتاباً وأقلب صفحاته، ففي ذلك سحر لا يقاوم».. ويتابع سليمان: «هناك سؤال لا يمكن إغفاله: هل نحن آخر جيل يفضل الكتاب الورقي؟ ربما الإجابة عن هذا السؤال سابقة لأوانها، والكتاب الورقي يظل هو الاختيار الأول والأخير».
محسن سليمان: ملمس الورق سحر لا يقاوم
جريدة الخليج