اختار معرض الشارقة الدولي للكتاب، الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب، المغرب ضيف شرف دورته الـ43، في تجسيد للعلاقات الثقافية المتميزة التي تجمع دولة الإمارات والمملكة المغربية.
وأكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، أن «المملكة المغربية الشقيقة لطالما كانت ملتقى الثقافات ومنارة للعلم والأدب، تنير دروب المعرفة من الشرق إلى الغرب، وتسطع آثار مدنها العريقة كفاس ومراكش والرباط، على حضارات العالم، مشكلة شواهد حية على عظمة التاريخ الإسلامي، وغنى التنوع الثقافي للحضارة العربية».
جاء ذلك في تعليق للشيخة بدور القاسمي، على توقيع اتفاقية «المملكة المغربية ضيف شرف معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024»، في العاصمة المغربية الرباط، بين هيئة الشارقة للكتاب ومديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات، في وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية، بحضور، وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد مهدي بنسعيد، والرئيس التنفيذي لهيئة الشارقة للكتاب، أحمد بن ركاض العامري. ووقع الاتفاقية كل من المنسق العام لمعرض الشارقة الدولي للكتاب خولة المجيني، ومديرة الكتاب والخزانات والمحفوظات، لطيفة مفتقر.
وأضافت الشيخة بدور القاسمي: «نرحب بالمغرب ضيف شرف معرض الشارقة الدولي للكتاب 2024، ما يمثل احتفاءً بالتراث الأدبي الغني للمملكة. لقد كان المغرب منذ فترة طويلة منارة للتقدّم الثقافي والفكري، ومكانته البارزة في معرض الشارقة الدولي للكتاب ستفتح فصلاً جديداً في تراثنا العربي المشترك».
وتابعت: «أصبحت الشارقة، باعتبارها عاصمة للثقافة العربية والإسلامية، وعاصمة عالمية سابقة للكتاب، ملتقىً دولياً للثقافات العالمية. وبفضل توجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تفخر الإمارة بتوفير منصة للكتّاب والمفكرين والفنانين، للتعبير عن إبداعاتهم والتواصل فيما بينهم وتبادل الأفكار. ويعد معرض الشارقة الدولي للكتاب بوابة العالم إلى الأدب والثقافة العربية، ما يعزز مكانة دولة الإمارات كمركز للأدب العربي وللفكر والإبداع».
من ناحيته، قال وزير الشباب والثقافة والتواصل المغربي، في كلمته الترحيبية خلال توقيع الاتفاقية، إن «هذه الاستضافة تأتي في سياق تشهد فيه العلاقات المغربية – الإماراتية، تحت القيادة الحكيمة لقائدي البلدين، طفرة نوعية، ستمكن من مواكبة المجال الثقافي للمجالات الأخرى، وهو ما يدعو الطرفين معاً إلى ابتكار آليات ترقى بالعلاقات الثقافية إلى المستوى الذي تشهده العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين الشقيقين».
وأضاف «حضور المغرب ضيف شرف في معرض الشارقة للكتاب سيمثل انطلاقة لتدشين مرحلة متقدمة من التنسيق، والتعاون، وتبادل الخبرات، وتثميناً لكل مبادرة من شأنها أن توسع آفاق العمل المشترك».
من جهته، قال أحمد بن ركاض العامري، إن «اختيار المغرب ضيف شرف معرض الشارقة الدولي للكتاب يعكس رؤيتنا العميقة نحو تعزيز الحوار الثقافي بين الشعوب، وترسيخ أسس التفاهم والتعاون الثقافي، إذ نؤمن بأن الثقافة ليست مجرد تراكم للمعارف، بل نسيج يتألف من القيم والتقاليد والأفكار التي تتفاعل لتشكل هويتنا الإنسانية المشتركة».
وأضاف: «يمثل المغرب، بتاريخه الغني وحضارته العريقة، نموذجاً عربياً رائداً في التفاعل الإيجابي مع التنوع والتعددية الثقافية، واستيعاب التأثيرات المختلفة وصهرها في بوتقة واحدة، لتشكيل هوية ثقافية فريدة».