أعلن مساء أمس عن فوز رواية «حرب الكلب الثانية» لإبراهيم نصر الله بالجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الحادية عشرة، وذلك خلال حفل أقيم في فندق فيرمونت باب البحر في أبوظبي، وذلك بحضور محمد خليفة المبارك رئيس دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي.
وقال إبراهيم السعافين رئيس لجنة تحكيم الجائزة عن الرواية الفائزة: «تتناول هذه الرواية تحوّلات المجتمع والواقع بأسلوب يفيد من العجائبية والغرائبية ورواية الخيال العلمي، مع التركيز على تشوهات المجتمع وبروز النزعة التوحشية التي تفضي إلى المتاجرة بأرواح الناس في غياب القيم الخُلُقية والإنسانية».
تركز الرواية على الشخصية الرئيسيّة وتحولاتها من معارض إلى متطرف فاسد، وتكشف عن نزعة التوحّش التي تسود المجتمعات والنماذج البشرية واستشراء النزعة المادية، فيغدو كل شيء مباحاً.
ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة قال: «كلما ابتعدنا عن الواقع بغرائبية الروائي، اقتربنا إليه بكل ما فيه من عبثية. تطل علينا الرواية الفائزة لهذا العام، من هذا المنطلق لترسم لنا عالماً انهارت فيه الضوابط، وانحسرت فيه منظومة القيم التي يُحتكم إليها في الفصل بين المعقول واللامعقول. يحيك إبراهيم نصر الله خيوط روايته هذه بلغة تحاكي الموضوع بكل غرائبيته، وبنفَس يلتقط المضحك المبكي، وكأنه بهذا يعبر عن عمق المأساة التي نواكبها من داخل الرواية إلى خارجها وبالعكس؛ فهنيئاً له وللرواية العربية على هذا الإنجاز».
وتقدم نصر الله بجزيل الشكر والتقدير للقائمين على الجائزة، موضحاً أن «حرب الكلب الثانية» لم تأتِ من فراغ، وإنما من معاناة كبرى عشناها من العدو المباشر والعدو الساكن فينا بانتصارات الغطرسة والتميز، فالرواية تحكي عن وحش التطرف والقتل الأعمى الذي يمتد إلى كثير من الأفراد والقوى الظالمة.
وأضاف: «نكتب للتخلص من ثقل يطبق علينا.. نكتب لنهز العالم لا لنمسد فراءه.. عالمنا حقل واسع للقتل، وليس بوسعنا أن نقول سوى لا تخف من القديم بل من محاولتك لإرضائه».
إبراهيم نصر الله من مواليد عمان عام 1954 من أبوين فلسطينيين اقتُلعا من أرضهما عام 1948، عاش طفولته وشبابه في مخيم الوحدات للاجئين الفلسطينيين في عمّان، الأردن. بدأ حياته العملية معلماً في المملكة العربية السعودية، عاد إلى عمّان وعمل في الصحافة، ومؤسسة عبد الحميد شومان، وتفرغ للكتابة عام 2006. أشرف نصر الله على دورتين من الندوة (ورشة إبداع) التي تنظمها الجائزة سنوياً للكتاب الشباب الواعدين، في عامي 2014 و2016.
تُرجمت أربع من رواياته وديوان شعر إلى اللغة الإنجليزية، منها «زمن الخيول البيضاء» المرشحة للجائزة العالمية للرواية العربية عام 2009 و«قناديل ملك الجليل» المرشحة للقائمة الطويلة عام 2013. وفي مقال عن رواية «زمن الخيول البيضاء» كتبت في العام 2012، أشادت صحيفة النيو ستيتسمان البريطانية ب«صوت نصر الله الذي يلقي الضوء على حيوات المهمشين».
ويحصل الفائز بالجائزة على مبلغ نقدي قيمته 50,000 دولار أمريكي، بالإضافة إلى ترجمة روايته إلى اللغة الإنجليزية.
وتتكون لجنة تحكيم الجائزة من الأكاديمي والناقد والشاعر والروائي والمسرحي الأردني إبراهيم السعافين، رئيساً، مع عضوية كل من: الأكاديمية والمترجمة والروائية والشاعرة الجزائرية إنعام بيوض، والكاتبة والمترجمة السلوفينية باربرا سكوبيتس، والروائي والقاص الفلسطيني محمود شقير، والكاتب والروائي السوداني جمال محجوب.
وتم تكريم الكتّاب الخمسة المرشحين في القائمة القصيرة في الحفل، وهم شهد الراوي وأمير تاج السر ووليد الشرفا وعزيز محمد وديمة ونّوس، وتلقى المرشحون جائزة تبلغ قيمتها عشرة آلاف دولار أمريكي، كما تم استضافتهم في مقر اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بالتعاون مع معهد جامعة نيويورك أبوظبي قبل الإعلان عن الرواية الفائزة، حيث شاركوا في ندوة أدارتها الروائية السودانية آن الصافي.
روايات القائمة القصيرة
تدور أحداث رواية «ساعة بغداد» للكاتبة العراقية شهد الراوي في حي من مدينة بغداد، وتسرد على لسان طفلة تلتقي صديقتها في عام 1991، في ملجأ محصن ضد الغارات أثناء الحملة الجوية لدول التحالف الغربي على العاصمة بغداد، تتشارك الطفلتان الآمال، وتتداخل الأحلام مع الخيالات والأوهام، ويأتي شخص غريب يحمل نبوءات من المستقبل الغامض للمدينة، لتبدأ موجة هجرات عائلية تفرغ المكان من أهله، وتتشارك الصديقتان بعد أن تنضم إليهما صديقة ثالثة كتابة تاريخ المحلة في سجل سري ليحميها من النسيان، وتظهر هناك الطفولة والمراهقة ثم أيام الجامعة حتى الحرب التي أدت إلى سقوط مدينة بغداد وبداية موجة جديدة من الهجرة، صدرت الرواية عن دار الحكمة في لندن سنة 2016، وتصدر نسختها الإنجليزية في مايو من هذا العام عن دار وان وورلد في لندن، بترجمة للوك ليفكرن.
فكر ظلامي
.تدور أحداث رواية «زهور تأكلها النار» للكاتب السوداني أمير تاج السر، الصادرة عن دار الساقي للنشر والتوزيع سنة 2016، في أوائل القرن التاسع عشر أثناء فترة حكم العثمانيين، وترويها بطلتها خميلة جماري عازار، التي تسكن مدينة السور القريبة من مصر، تلك المدينة المتخيلة، والتي تظهر فيها الطبقية في أبشع صورها، حيث يوجد اختلاف كبير في الثقافات، ويعيش الأغنياء الجشعون والفقراء المغمورون، كما تتحدث الرواية عن الفكر الظلامي الجاهل بالدين، وعن العبث بمقدرات المجتمع وأمنه ووحدته وأفكاره وأمواله تحت شعارات وقناعات بعض المتطرفين، وتصور الرواية التحولات التي حدثت لبطلتها، وغيرت حياتها الجميلة إلى عالم مليء بالقبح والموت والدمار.
المعاناة الفلسطينية
رواية «وارث الشواهد» للكاتب الفلسطينى وليد الشرفا، تمعن الغوص في أعماق معاناة الذات الإنسانية للفلسطينيين الواقعين تحت قبضة الاحتلال ««الإسرائيلي»»، ومحاولاته المستمرة لسلخ هويتهم، وصدرت هذه الرواية عن الدار الأهلية للتوزيع والنشر سنة 2017.
صراع مع المرض
تصف رواية «الحالة الحرجة للمدعو ك» للكاتب السعودي عزيز محمد، عبر سرد ذكي يُعنى بالتفاصيل الدقيقة صراع مريض بالسرطان ورؤيته للوجود من ذلك المنطلق، وهي رواية تعكس الحالة النفسية والجسدية لمريض السرطان، وتعرض مريضا قارئا، قرر مع الوقت، سواء في النصف الأول من الرواية (ما قبل اكتشاف المرض)، أو الثاني منها (ما بعد اكتشافه) استبدال الشخوص التي قرأ عنها بالبشر وصناعة عالمه المتخيل الخاص به. صدرت الرواية عن دار التنوير للطباعة والنشر سنة 2017، وهي الأولى للكاتب.
ضياع وتشرد
تحكي رواية «الخائفون» للكاتبة السورية ديمة ونوس، عن تسلط الخوف والقلق على الإنسان السوري في فترة الأزمة، في ظل تغير كبير طرأ على الحياة هناك، وتجسد الكاتبة هذا الخوف من خلال شخصيات كثيرة وحكايات متداخلة، تتقاطع كلها في البحث عن الذات في عالم الحرب والتشرد والضياع، والبحث عن الاستقرار النفسي، وصدرت الرواية عن دار الآداب للنشر سنة 2017.
جريدة الخليج