يأخذ الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية منحى متزايداً من الاهتمام الرسمي والاجتماعي لتأكيد الهوية والخصوصية لكل ثقافة تعتز بمنجزها عبر التاريخ. وهو اليوم الذي أُقرت فيه اللغة العربية لغة رسمية في الأمم المتحدة في 18 ديسمبر عام 1973 .
هذا التقليد السنوي يختلف عن اللغة الإنجليزية أو الفرنسية أو الإسبانية، حيث لكل ثقافة يومها اللغوي الذي يعزز هويتها ويقوي حضورها بين الأمم، وكانت البدايات الأولى لفكرة الاحتفال باللغة الأم يوم ميلاد أحد أعلام الثقافة كما شكسبير بالإنجليزية وسرفانتس بالإسبانية أو بوشكين بالروسية، وغيرها من اللغات، ولا شك أن العربية لها في هذا الميدان الكثير ليس أولهم المتنبي ولن يكون آخرهم عميد الأدب العربي طه حسين؛ فهناك المئات الذين خدموا العربية بإخلاص وتفانٍ .
لكن خيار اليوم العالمي ذهب نحو حدث سياسي بارز في محفل دولي أبرز كإقرار العربية لغة رسمية في الأمم المتحدة، وكذلك الحال للفرنسية، حيث اليوم الدولي للفرنكوفونية، وليس أحد أدباء الفرنسية الكبار .
اللغات الرسمية في الأمم المتحدة هي اللغات الست التي تُستعمل في اجتماعات رسمية وتُكتب بها جميع الوثائق الرسمية للأمم المتحدة. وهي: الإسبانية والإنجليزية والروسية والصينية والعربية والفرنسية، أي اللغات الأربع التابعة للأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى اللغتين العربية والإسبانية .
وهو يوم كبير للعرب عموماً أن تكون لغتهم بين لغات أمم الأرض، ولكن هل استفادوا حقاً من ذلك؟ ولماذا نتحول إلى مجتمعات مزدوجة اللغة مثل كثير من مناطق الهند حيث تمر كلمتان بالإنجليزية بين كل عشر كلمات محلية، بينما يصر الفرنسيون على استخدام كلمة (d’accord) بدلاً من (OK) وليس لديهم ميل نحو الازدواج الثقافي، وغيرهم من المجتمعات التي تعتز بمخزونها، وهم لا يملكون ما يملكه لسان العرب لابن منظور الذي فيه 80 ألف مادة وليس مفردة؛ لأن في العربية ملايين المفردات .
جريدة البيان