نظمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية نشاطاً ثقافياً حافلاً يوم الأربعاء 25 نوفمبر اشتمل على النقد و التشكيل والسينما ، وذلك احتفالاً باليوم الوطني الـ 44 لدولة الإمارات العربية المتحدة.
حيث نظمت المؤسسة في تمام الخامسة مساءاً ندوة السرد مرئياً أخذ أم تفاعل؟ بالتعاون مع اتحاد كتاب وأدباء الامارات ضمن الدورة السادسة لملتقى الإمارات للإبداع الخليجي شارك فيها د. رسول محمد رسول و د. أنيسة السعدون و أدارها عبد الإله عبد القادر.
كما نظمت المؤسسة معرضاً للفنانين د. نجاة مكي و تاج السر حسن في السابعة و النصف بقاعة المعارض بعنوان (وشائج) ، وفي الثامنة و النصف تم عرض الفيلم السينمائي الإماراتي (حمامة) من اخراج نجوم الغانم في قاعة المسرح.
وقد لاقى هذا النشاط حضوراً جماهيراً لافتاً ، فقد افتتح المعرض الفني محمد أحمد المر بحضور محمد عبد الله المطوع وحبيب الصايغ، وكوكبة من الفنانين و النقاد و المثقفين. ويعد هذا المعرض ثمرة جهد مشترك بين نجاة مكي ذات الأسلوب الخاص في بسط الألوان وبناء الخلفيات الداكنة أو الفاتحة ، وبين تاج السر حسن الذي منح اللوحة خطوطاً متميزة راوحت بين مدارس قديمة ومعاصرة في تشكيل الحروف ، لتظهر اللوحة في النهاية وحدة متكاملة المعنى من حيث العناصر المتجانسة والمغذى الفلسفي العميق.
يذكر أن الفنانة الإماراتية نجاة مكي تحتل مكانة متميزة في طليعة الحركة التشكيلية الإماراتية والخليجية، ليس فقط على مستوى الإنتاج الفني بل على مستوى الحضور الفكري والثقافي، بسبب نشاطها المستمر ومشاركاتها النشطة في الفعاليات التشكيلية الخليجية والعربية والعالمية، وقد أصبحت علامة فنية مشرقة بفضل عطائها المتواصل وميولها القوية للتجريب وجرأتها في اقتراح أفكار تشكيلية جديدة تعبر عن قلق فني ونزعة أصيلة لكسر القوالب الجاهزة.
تخرجت الفنانة نجاة مكي من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1982، ثم حصلت على الدبلوم العالي عام 1996، وبعد سنتين حازت على شهادة الماجستير من نفس الكلية، وتوجت تحصيلها الأكاديمي بحصولها على إجازة الدكتوراه في الفنون الجميلة في القاهرة في تخصص المسكوكات المعدنية والنحت البارز.
كذك أيضاً أن الفنان تاج السر حسن خطاط وفنان تشكيلي سوداني من مواليد عام 1954.. يحمل درجة ماجستير الكلية المركزيّة للفنون والتصميم في لندن عام 1983 ودبلوم كلية الفنون الجميلة والتطبيقية من جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا في الخرطوم 1977.. يعمل منذ العام 1974 خطاطاً ومصمماً غرافيكياً وهو عضو اتحاد الفنانين التشكيليين السودانيين وعضو جمعية الإمارات للفنون التشكيلية .
نالت أعماله العديد من الجوائز العربيّة والعالميّة ومنها الجائزة الأولى للمسابقة الدولية الثالثة لفن الخط العربي في تركيا عام 1995، والجائزة الأولى للخط في المعرض السنوي الرابع عشر لجمعية الإمارات للفنون التشكيلية عام 1994، والجائزة الأولى للخط في بينالي الشارقة الدولي للفنون التشكيلية عام 1995، والجائزة الأولى في مسابقة أفضل غلاف كتاب للكبار في معرض الشارقة الدولي للكتاب عام 1994 .. وغيرها.
وبعد جولة مطولة في المعرض التشكيلي ، توجه جمهور العويس نحو قاعة المسرح حيث عرض فيلم (حمامة) للمخرجة نجوم الغانم ، والذي يسلط الضوء على حياة الطبيبة الإماراتية حمامة التي اقترب عمرها من التسعين عاماً ، وتسعى جهدها لمعالجة أنواع متعددة من المرض أبرزها الآلام الجسدية في مناطق متعددة من الجسم، إذ تمتلك «حمامة» بالشارقة مهارات مميزة وخبرة حياتية تتجلى في علاجها لمئات المرضى الذين يترددون عليها في بيتها في منطقة الذيد للحصول على وصفاتها العلاجية الناجحة، فخلال 65 دقيقة يظهر الفيلم أنه على الرغم من المشكلات والمصاعب الشخصية التي تواجهها «حمامة» بسبب تقدم عمرها، إلا أنها تنسى كل ذلك من أجل أن تتولى مسؤولية توفير الرعاية الصحية التي يحتاجها مرضاها.