أدارت الأمسية الروائية الدكتورة آن الصافي حيث رحبت بضيوف الأمسية، وذكرت نبذة عن الجائزة العالمية للرواية العربية، وعرّفت بالروائيين، ثم طرحت عليهم مجموعة من الأسئلة.
وقال الروائي إبراهيم نصر الله: سعيد بوصول روايتي وروايات أصدقائي إلى القائمة القصيرة للجائزة، موضحا أن روايته «حرب الكلب الثانية» تتضمن محاور كثيرة تمس الإنسان بصورة غير مباشرة، وتمس البيئة والطبيعة، قائلاربما أهملنا الطبيعة وعملنا على تدميرها بصورة كبيرة، إنها جهنمية البشر ووحشيتهم ضد المختلف عنهم، كما أن الرواية تتضمن مساحة تأمل فكرية، وربما السؤال الذي تطرحه الرواية بقدر ما أرقني بقدر ما أرق القرّاء وهو ما الذي يريده الإنسان ؟ الإنسان هو الكائن المرعب الأكثر على وجه الأرض، الذي لم يستطع أن يتعلم أي درس.
وأضاف أنها أول رواية أكتبها تتحدث عن المستقبل وكانت قاسية بدرجة أنني لا أتمنى أن أكتب مثلها مرة أخرى، وجميع المواقف التي كنت تأزمت فيها اكتشفت أن القراء تأزموا فيها مثلي، موضحا أن التجريب دائما موجود في رواياته، كما أن السينما كانت حاضرة دائما في أعماله، وأشار إلى أن الأدب العربي أفضل من يؤصل الصورة الحقيقية لمجتمعنا العربي، وهو التاريخ الفعلي للمجتمع العربي.
من جهته قال الروائي عزيز محمد، إن روايته «الحالة الحرجة للمدعو ك» رواية بسيطة ولكنها تقدم خبرة كبيرة، فالبطل شاب موظف في شركة، فيه بعض الجهل والنزق والتمرد، ثم تأتي تجربة النضج التي حاولت أن أعكسها بكل تفاصيلها، عندما كتبت عن المرض كتكثيف للحال، ثم يكتشف القارئ لاحقا أن التجربة التي كان يبحث عنها المدعو ك، كانت أصعب بكثير، فالبطل شخصية ناقمة على المجتمع، ولا شك أن في داخل كل منا جزء من التناقض والنزق.
وأضافت الروائية شهد الراوي أن روايتها «ساعة بغداد» بدأت بلسان طفلة تسأل وتتحدث بسذاجة عن أهم الأفكار التي تشغل الناس في الوجود، وتبدأ الرواية بفنتازيا، كما أن الطفلة أسست المكان بلغة ساذجة وبسيطة، وفي الفصل الثاني تبدأ الطفلة بأسئلة المراهقة وتكبر، وهناك وجود لشخصيات شبه سحرية في الرواية.
وقالت لقد كتبت الرواية بحالة اندفاع حتى لا أنسى ذكرياتي، كتبتها عن الحب في زمن الحرب، ولأبين أن المدن تسقط وتنهض وترجع تستعيد حضارتها، كتبتها بدمي وروحي وأوهامي، نحتاج إلى أن نخلق هامشا ثانيا للحياة كي نستطيع أن نحتفل بذكرياتنا بماضينا، موضحة أنها تفضل اللغة الواقعية التي تتماهى مع صاحب الرواية، وأن اللهجة المحكية ضرورة باعتبارها المستودع والموجه للأخلاق، متمنية أن يتم رفع اللغة العامية إلى مستوى جيد، لأن اللهجة هي الموجه السلوكي الذي يوجه ويتحرك على مسرح الحياة، قائلة أنا مهمومة بالذاكرة العراقية وبذاكرتي فنحن نكتب ما نخاف منه.
وذكر الروائي وليد الشرفا، أن روايته «وارث الشواهد» هي سيرة العودة الفلسطينية، وربما احتاجت إلى حالتين من الوعي، من صراع التجربة إلى صياغة الخطاب، كانت معقدة بعض الشيء، لأن أي عمل مبني على تناص مباشر لا يمكن أن يكون خالدا.
وأضاف: تطرقت الرواية إلى فكرة ارتباط فلسطين بالوعود الربانية، ثم تحدثت عن الشهيد سليمان الصالح، وكيف يمكن للحجارة أن تصبح مؤثرة، قائلاً: إن الحالات الإنسانية المعقدة هي أطروحات فلسطينية كبرى، وقرية عين حوض في الرواية هي قرية موجودة في سفح جبل الكرمل، لقد بينت في الرواية كيف يمكن للاحتلال أن يكون عنصريا بهذا الشكل، وكيف كان الجد عندما كان الطفل يكبر يعيد حكايته للطفل، ولا أخفي أن الرواية فيها حالة سوداوية نوعا ما.
وقالت الروائية ديمة ونّوس أن روايتها «الخائفون» تحكي عن الخوف بسوريا وعن السوريين بكل طوائفهم وأفكارهم فهم كائنات خائفة حتى من أنفسهم