نستهل هذا العام، بالاحتفاء بمئوية شخصية استثنائية على كل الصعد، شخصية لها بُعدها الثقافي الكبير والمؤثر في الحياة الثقافية، سواءً أثناء حياته أو بعد مماته، هذا من جانب، أما الجانب الآخر فهو بُعد عطائه وعمله الإنساني، والذي ما زال مستمراً كذلك بعد وفاته.
مئوية الشاعر سلطان بن علي العويس، صاحب الاسم اللامع في الشعر، وأحد أعمدة جماعة الحيرة التي كان لها بعدها الشعري في تطور الشعر العربي الفصيح في الإمارات، وصاحب أول مبادرة شخصية، لتكريم الأدباء العرب، حيث أسس جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية التي تهدف إلى تشجيع وتكريم الأدباء والكتاب والمفكرين والعلماء العرب، والتي كان منها انطلاق مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية التي تسهم في إثراء الساحة بأنشطة ثقافية مختلفة، إضافة إلى تأسيسه جائزة العويس للإبداع، وتتوجه للمثقفين والأدباء والكتّاب والفنانين في الإمارات من مواطنين ومقيمين، والتي تشرف عليها ندوة الثقافة والعلوم بدبي، وتوفيره ما يكفي من أموال، لضمان استمرارية الجائزتين وأنشطتهما المختلفة، أما عطاؤه الإنساني فهو بلا حدود، سواءً على أرض وطنه الإمارات، أو الوطن العربي والعالم الإسلامي.
حيث لم يبخل بتاتاً في ذلك، لذا لا نجد مجالاً من مجالات الخير والعطاء إلا ونجد بصمة سلطان، وما كان تكريم القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، له خلال تكريم القادة المؤسسين للدولة، إلا لمكانته وعطائه وخدمته لوطنه بلا حدود.
وهنا لا بد من الإشادة ببريد الإمارات «سفن إكس»، ليس فقط على إصدارها طوابع تذكارية، احتفاءً بمئوية هذا الشاعر الوطني الكبير، فهي قد أصدرت من قبل العديد من الطوابع لعدد من أدباء الوطن، بل بطريقة تعاملها مع الحدث، بداية من تواصل مؤسسة العويس معها حتى صدور الطابع، حيث كان التعامل أريحياً استثنائياً يحمل روح المصداقية والوفاء لرموز الوطن، وتكريم شخصياته، فكان إطلاق الطابع بشكل رسمي، احتفالاً له قيمته الشخصية والمعنوية لكل من أعطى لهذا الوطن، ويعطي دلالة كبيرة على بعد الوعي والفكر الوطني لدى «سفن إكس»، بقيمة تعريف العالم برموز الدولة في مختلف القطاعات، من خلال هذه الطوابع التي تجوب كل أنحاء العالم.
«سفن إكس» ليست مجرد جهة تصدر الطوابع، بل هي مرآة عاكسة للوطن، وجهة معرفية تنشر المعرفة بكل أشكالها، من خلال ما تصدره من طوابع بريدية، وهواة جمع الطوابع أكثر من يعرف ذلك وقيمته.
للجميع في بريد الإمارات «سفن إكس»، كل الشكر على هذا الوعي برموز الوطن، وعلى هذه المبادرة التكريمية الرائدة.