الجمعية العمومية لاتحاد كتّاب وأدباء الإمارات التي عقدت السبت الماضي، أفرزت الكثير من المعطيات، وكشفت عن كثير من الملاحظات؛ أولى تلك المعطيات، مدى حرص مجلس الإدارة السابق على تعديل أوضاع الاتحاد، بعد أن ورث تركة ثقيلة، سواء من حيث الديون الكبيرة، أو أسلوب العمل، إذ أخذ على عاتقه وبكل تفانٍ، وبدعم غير محدود من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والرئيس الفخري للاتحاد، العمل على تسوية كل تلك التراكمات من التركة الثقيلة، حتى أضحى الاتحاد غير مديون، بل يملك فائضاً ودعماً مالياً منتظماً؛ أما باقي المعطيات، فهي إعادة الحياة لبعض مطبوعاته، مثل مجلتي «شؤون أدبية» و«دراسات»، متمنين عودة مجلتي «بيت السرد» و«قاف» للصدور، وانتظام النشر بشكل يمكن أن نقول إنه جيد، والحرص على تقديم أنشطة نوعية وتأكيد الاحترام للمبدع، بحيث أصبح الاتحاد يدفع مكافآت مالية لمن يستضيفهم في أنشطته.
هذا بالتأكيد عمل نوعي اجتهد فريق مجلس الإدارة على تحقيقه وتنفيذه بجدية وحب، ما أعاد ألق الاتحاد الذي كان في بداية انطلاقته. وهنا لا بدّ أن نؤكد مدى حرص صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان القاسمي، على تجاوز الاتحاد العقبات التي كان فيها، حتى رسوّه لبرّ الأمان، ثم تحقيق التفكير بأهداف وأنشطة أكبر وأكثر تميزاً لمصلحة الأدباء والكتّاب والثقافة في دولة الإمارات.
الملاحظة المهمة التي أفرزتها الجمعية العمومية، هي غياب الكثير من الرعيل الأول، أو الأوسط من المثقفين والأدباء والكتّاب، بل استمرارهم في الغياب عن الحضور، واللافت هنا، أن الكثير منهم يمارسون في المناسبات المختلفة، الشكوى، على حال الاتحاد، من دون أن يكلفوا أنفسهم عناء الحضور، ولو افتراضياً، لعرض أفكارهم أو شكاواهم أو آرائهم، ويتقاعسون عن حضور أية فعالية كانت، بالرغم من معرفة الجميع أن هذا الاتحاد بيت الجميع، وليس ملكاً لأحد، أو أي مجلس إدارة يمر عليه.
والملاحظة الأخرى التي تثير علامة الاستفهام غياب الكثير من الوجوه الجديدة كذلك، الذين تقدموا للحصول على عضوية الاتحاد وحصلوا عليها، لكنهم وفي مثل هذه المناسبة التي يمكن بها إبداء الرأي والمناقشة والاستفسار والتقييم والمشاركة في تقديم متطلباتهم، وتأكيد وجودهم ومشاركتهم، مارسوا الغياب غير المبرر، وكأنهم كانوا يبحثون عن عضوية أدبية وحصلوا عليها.
كل التوفيق للإخوة الذين انتخبوا لإدارة الاتحاد في دورته القادمة، وكلنا ثقة بهم وأيدينا وقلوبنا ممدودة لهم بكل الحب والوفاء؛ فاتحاد كتّاب وأدباء الإمارات بيتنا جميعاً ويجب أن نحرص على نجاحه واستمرارية عطائه.