في حديثنا الدارج قد يقول أحد الوالدين لابنه، إن أراد نهيه عن أمر: «إن فعلت هذا سأريك صنع الله فيك»، في تلميح لما سيقع على الابن من عقاب إن خالف ما حُذّر منه. ويمكن أن تقال العبارة نفسها بين خصمين اختلفا على أمرٍ، فيهدد أحدهما الآخر بالعبارة ذاتها: «سأريك صنع الله فيك».
لا تحسبوا، انطلاقاً من القول أعلاه، أننا بصدد بسط هذا التعبير وأصله وفصله، فما من إدريس بعينه أردنا القول إن الله صنع به ما صنع؛ لأن تهديداً أتاه من أحد، فإدريس المقصود هو القاص والروائي والكاتب المصري يوسف إدريس، أما صنع الله فهو مواطنه، الأديب أيضاً، صنع الله إبراهيم، والمناسبة مقال كتبه الثاني عن الأول. وما يكتبه أديب عن أديب مجايل له، باعث دائماً على الفضول والتشويق، خاصة إذا خرج من دائرة المديح الذي قد لا يخلو من مجاملة، إن جمعت بين الاثنين صداقة أو مودّة.
إدريس وصنع الله
جريدة الخليج