عن عمر 88 عاماً غيّب الموت النجم السينمائي الفرنسي ألان ديلون حسب بيان عائلي وزعته عائلته على وكالات الأنباء، وذلك صباح يوم الأحد 18 أغسطس 2024.
وأصيب ديلون بجلطة دماغية قبل 3 سنوات وكان يعاني من سرطان الغدد الليمفاوية. وتصدر عناوين الأخبار في صيف 2023 عندما رفع أبناؤه الثلاثة دعوى ضد المعاونة المنزلية للنجم هيروميرولان، التي يُقال أحيانا إنها شريكته، متّهمين إياها بـ«استغلال ضعف» والدهم. ثم اندلع نزاع عائلي بين أبناء ديلون وصل إلى أروقة القضاء وتناولته وسائل الإعلام، على خلفية الحالة الصحية للممثل الفرنسي.
واشتهر ديلون ممثلاً شعبياً يبرع في أدوار المطاردات والأفلام العاطفية، ولا ينكر النقاد أنه يجمع في رصيده عدداً من الأدوار المهمة التي قدمها مع مخرجين كبار، سواء في فرنسا أو إيطاليا أو الولايات المتحدة، ووصف بأنه «أيقونة السينما الفرنسية».
وفي مايو 2019، عاد إلى السجادة الحمراء ضمن مهرجان كان السينمائي ليتسلم سعفة ذهبية فخرية. وقال حينها نجم «بيربل مون» (1960) الذي حقق بفضله نجومية عالمية «إنه كتكريم بعد الوفاة، ولكن في حياتي». وكان آخر ظهور علني لألان ديلون، في صيف 2021، بجنازة رفيقه الممثل جان بول بلموندو، شريكه في عدد من أشهر أفلامه.
ترك ديلون وراءه إرثاً سينمائياً مشهوداً، وبموازاة ذلك حياة عاطفية حافلة وشديدة التلوُّن؛ فقد ظهر في 88 فيلماً على الشاشة الكبيرة و7 أفلام تلفزيونية، كما أخرج فيلمين وأنتج 32 فيلماً و7 مسرحيات. وكان في سنّ 23 عاماً عندما مثَّل أول أفلامه عام 1957، مُعتمداً، في بداياته، على وسامته الظاهرة حيث وُصِف في صباه بأنّ «له وجهَ ملاك». ثم ترسّخت شهرته ممثلاً قادراً على أداء الأدوار الجادة بعد بطولته لأفلام دخلت تاريخ السينما مثل «روكو وإخوته»، و«الساموراي»، و«الفهد»، و«السيد كلاين». ولم تقتصر شهرة ديلون على فرنسا، بل كانت أفلامه تُحقّق مبيعات عالية في اليابان والشرق الأوسط وكندا والصين.
جمع ديلون مختلف أنواع الأدوار، لكنَّ حظه مع الجوائز الكبرى كان ضئيلاً. فهو لم ينل سوى جائزة «سيزار» وحيدة لأفضل ممثل عن دوره في «قصتنا» عام 1985. لكنه مهرجان برلين السينمائي كرَّمه، بعد ذلك بـ 10 سنوات، بمنحه جائزة «دبّ الشرف». وكان عليه أن ينتظر حتى 2019 لينال سعفة مهرجان «كان» الذهبية الشرفية عن مجمل مسيرته السينمائية. وانتهز النجم العجوز المناسبة ليُلقي كلمة كانت بمثابة خطبة الوداع لجمهوره، قال فيها: «هذه ليست كلمة لنهاية الخدمة بل لنهاية الحياة. وأنتم تكرِّمون ميتاً حياً».
انقطع ديلون عن العالم مُحتمياً بمنزله قرب باريس الذي حوَّله إلى متحف خاص بالمئات من صوره وملصقات أفلامه. كما نقل إقامته المالية إلى سويسرا تهرّباً من ضريبة الدخل الفرنسية الباهظة. وهو لم يكن نجماً سينمائياً شهيراً فحسب، بل الأكثر أجراً بين ممثلي الصف الأول على مدى عقود؛ الأمر الذي أتاح له أن يستثمر أمواله في أكثر من مجال، وأن يجمع ثروة تُقدّر بنحو 300 مليون يورو.