أعلنت هيئة الثقافة والفنون في دبي، خلال مؤتمر صحفي عقدته أمس، عن تنظيمها معرضاً «و» أول معرض استعادي دولي للفنان الإماراتي عبدالقادر الريس، وذلك في معهد العالم العربي في باريس، وسيفتح أبوابه للجمهور خلال الفترة من 25 سبتمبر/ أيلول إلى 21 أكتوبر/ تشرين الأول 2018.
حضر المؤتمر كل من الدكتور صلاح القاسم، مستشار هيئة الثقافة والفنون في دبي، والفنان الإماراتي عبدالقادر الريس، والقنصل الفرنسي رجاء رابيا.
يضم المعرض أكثر من 50 عملاً فنياً من فترة الستينات حتى اليوم، ويغطي فترات مختلفة في مسيرة الريس، بدءاً من انطلاقته في الكويت، وصولاً إلى حياته الحالية في دبي، حيث ترك خلالها بصمة فنية متميزة، وكان أحد رواد الفن المعاصر الذين لعبوا دوراً محورياً في المشهد الإبداعي والفني في الإمارات والخليج العربي.
وتنظم الهيئة سلسلة من الجلسات النقاشية وورش العمل خلال الأسبوع الافتتاحي للمعرض، والتي سيستضيفها معهد العالم العربي في باريس، بما في ذلك ورشة عمل سيتولى الريس الإشراف عليها، ويسلط فيها الضوء على المكونات الغنية للحياة الثقافية في دبي، مع التركيز على إبراز المشهد الفني الحيوي المعاصر في الإمارة. كما سيقوم أعضاء وفد الهيئة بعقد لقاءات مع نظرائهم الفرنسيين.
وقال عبد الرحمن بن محمد العويس، رئيس مجلس الإدارة الهيئة: «إن هذه المبادرة تتماشى مع أهداف – مجلس القوة الناعمة لدولة الإمارات – الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي رعاه الله، حيث يتمثل الهدف الأساسي للمعرض في إبراز تاريخ الإمارات وثقافتها أمام الجمهور العالمي، من خلال المعارض الفنية التي تعد مصدر إلهام، ووسيلة لنقل رسالة حضارية وثقافية واجتماعية».
وأضاف: «من خلال دعمنا لمبادرة عام الحوار الثقافي الإماراتي – الفرنسي 2018، ومبادرة عام زايد، نهدف إلى المحافظة على الإرث الدبلوماسي للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وتعزيز علاقات الصداقة الطويلة والعلاقات الثقافية الوثيقة مع فرنسا».
وتابع: «نفخر أيضاً بأن تكون الهيئة أول جهة تنظم أول معرض استعادي دولي للفنان عبدالقادر الريس من صاحب المسيرة الاستثنائية، بما يتماشى مع هدفنا الاستراتيجي للترويج للمواهب المحلية ودعمها وتمكينها، وتوفير منصات عالمية لعرض أعمالهم. إن تنظيم هذا المعرض يمثل بادرة تكريم لفناننا الذي يعد بحق من رواد مسيرة الفن المعاصر في الإمارات، من خلال الترويج لأسلوبه المتميز في المحافل الدولية، لاسيما أنه يجمع بين حداثة الأسلوب وأصالة الموضوع. ونظراً لإنتاجه مجموعة من أبرز الأعمال الفنية التي تسلط الضوء على ثقافتنا وحضارتنا الأصيلة، يستحق منا كل الدعم».
وقال جاك لانج، رئيس معهد العالم العربي في باريس: «يعتبر عبدالقادر الريس مستكشفًا رائعًا للأنماط والأشكال والألوان، وهو يحظى بشهرة واسعة ومكانة مرموقة في الإمارات، ويعدّ واحداً من كبار الفنانين، ومصدر إلهام للجيل الجديد. وسيستضيف معهد العالم العربي بكل فخر مجموعة كاملة من أعمال الريس التي تعود إلى عقد الستينات من القرن الماضي، بما في ذلك عدد من أعماله التجريدية والهندسية والمستوحاة من فن الخط العربي، إضافة إلى لوحة أبدعها خصيصاً لهذا المعرض».
وقال صلاح القاسم: «نعلن اليوم عن خطوة مهمة ذات أهداف عديدة، ألا وهي تنظيم المعرض الاستعادي الدولي الأول لفناننا الإماراتي عبد القادر الريس في معهد العالم العربي في باريس، وسنتخذ من هذا المعرض منبراً لنقل رسالة حضارية وثقافية واجتماعية، وقد بذلنا كل جهد ممكن لإنجاح هذا المعرض، حيث قمنا بطباعة كتالوج شامل عززناه بالتعليقات والشهادات التي جادت بها كوكبة من الشخصيات المرموقة في عالم الفن».
وأضاف: «إننا على يقين تام من أن تنظيم هذا المعرض في واحدة من عواصم الفنون العالم، وعلى وجه التحديد في معهد العالم العربي في باريس، سيوفر نافذة واسعة أمام عشاق الفن والمثقفين الذين يتطلعون إلى معرفة المزيد عن المكونات الغنية للحياة الثقافية في دبي، ومشهدها الفني الحيوي المعاصر. وسنكون حاضرين بقوة هناك للقاء الجمهور من مختلف فئاته، لتوفير قيمة إضافية لهذا الحدث الفريد».
وقال عبدالقادر الريس: «كرّست جهودي طوال حياتي المهنية، لتعزيز المشهد الإبداعي في الإمارات، وإبراز ثقافتنا الغنية، والمشاركة في أعمالي الفنية حول العالم، ويعد معرض باريس المقبل علامة فارقة جديدة في هذه الرحلة، وأود أن أعرب عن عظيم شكري لهيئة الثقافة والفنون في دبي لتنظيمها المعرض في معهد العالم العربي في باريس. إنني أشعر بالفخر بشكل خاص، لأن المعرض سيعقد خلال عام زايد، وأتمنى أن يكون بمثابة فرصة للزوار للتعرف على قيم الوحدة والتسامح والتنوع الثقافي الذي حرص عليه مؤسس الإمارات من خلال الفنون».
جريدة الخليج