استضاف مركز جمال بن حويرب للدراسات في مقره بدبي مساء الأحد 22 يوليو 2018 ، المؤرخ والباحث الكويتي صالح خالد المسباح، عضو مجلس إدارة الجمعية الكويتية للتراث، في جلسة بعنوان «رحلات الحج القديمة في الكويت»، إذ تحدث فيها عن هذه الرحلات والجهد التوثيقي الذي قام به برفقة مجموعة من الباحثين لتوثيق مساراتها، مؤكداً أن رحلات الحج كانت تنطلق في كل وقت، لكن بخصوص ما هو موثق فأول رحلة حج كويتية موثقة كانت سنة 1800 – 1801 وصاحب فكرة تنظيم حملة الحج هذه هو فهد الدويلة الذي ولد عام 1772. وبين المسباح أن الحملات الأولى تميزت بالبساطة ومحدودية الموارد، لكنها مع ذلك اتسمت بالتنظيم.
بدأت الجلسة بكلمة لجمال بن حويرب- رئيس المركز – المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، الذي رحب بالضيف المحاضر من دولة الكويت الشقيقة، والذي وثق لتاريخ الكويت بشكل مطبوع، خاصة فيما يتعلق برحلات الحج، وهو مهتم بالتراث وشغوف بدراساته، كما أن مكتبته قبلة للباحثين في الكويت.
وأوضح صالح خالد المسباح خلال المحاضرة أن مشروع حملات الحج، كموضوع بحثي، يعد من أهم المشاريع البحثية في الخليج العربي، وقد بدأ التفكير فيه سنة 1975، حينما ذهب برفقة والدته إلى الديار المقدسة كمحرم، بتكليف من الوالد، وكان يومها طالباً، فأخذت الطريق في السيارات قرابة 3 أيام، فأدرك وقتها المشقة التي كان يكابدها الأوائل، قبل السيارات..وفي عام 1990 بعد الغزو العراقي للكويت، كما لفت المسباح، اقترح على وكيل وزارة الأوقاف توثيق حملات الحج القديمة، من خلال جمع روايات كبار السن، الذين حج بعضهم على الإبل، لكن هذا الأمر تأخر قليلاً.
وفي سنة 2000 قدم زميله في البحث عدنان الرومي المقترح ذاته، كما أنجز الباحث راشد الشطي رسالة دكتوراه عن العمل الخيري في الكويت، أفرد فصلاً منها للحج، فاجتمع ثلاثتهم على البدء في توثيق هذه الحملات القديمة.
طريق الحج وتحدث المسباح عن الكويت وتاريخها، وقال إن الحجاج كانوا يسلكون طريق الحج البصري، ومن المحتمل جداً أن هذا الطريق كان هو الأكثر استخداماً لحملات الحج الكويتية، بينما كانت الرحلات البحرية تأخذ مسارات بحرية إلى جدة تمر بكراتشي ومومباي أحياناً، أما أقدم رحلة على السفن فكانت سنة 1270 للهجرة (1853 م) ونظمها الشيخ محمد الصالح الإبراهيم، وكان معه الحاج شاهين الغانم.
وتحدث المسباح عن الأسباب التي كانت تعيق حملات الحج، وحصرها في كثرة الأوبئة الفتاكة والحروب، وتواجد قطاع الطرق حينذاك.
وتطرق المسباح إلى هذه الحملات ووسائلها التقليدية في حينها، والتي كانت تعتمد على الإبل، حيث يتم الاستعداد للرحلة قبل أشهر، ويقوم صاحب الحملة بشراء النوق المناسبة، موضحاً الكثير من التفاصيل في التنقلات..ومحطات الرحلة. لوازم
وكما شرح المحاضر لوازم العدة الخاصة للمسافرين، وتطرق إلى كيفيات توثيق رحلات الحج على الإبل وظروفها من قبل العديد من الشعراء، منهم قاضي الكويت المشهور عبدالله الدحيان في قصيدة جميلة سنة 1906م، وكذلك الشاعر فهد بورسلي، كما استعرض المسباح أسماء أقدم الحملات التي انطلقت من الكويت قاصدة بيت الله الحرام، كحملة «الناشي» وحملة «بزيع».
وفي نهاية اللقاء، أشار جمال بن حويرب إلى الجهد المهم الذي قدمه المحاضر، حيث وثق تاريخ 200 سنة من رحلات الحج الكويتية، وبحث في جانب غفل عنه الكثير من الباحثين، فمثلاً في الإمارات لم توثق حتى الآن رحلات الحج القديمة، مشيرا إلى أنه تحدث مع صالح بن لاحج لتوثيق تجربته الكبيرة في هذا المجال.