صحا الرئيس دونالد ترامب ذات صباح قبل أيام قليلة فقط، ليجد أنه فقد، دفعة واحدة، نحو ثلاثمئة ألف متابع لحسابه على منصة «تويتر». تبدو هذه الخسارة قليلة بالقياس لما حدث مع سلفه باراك أوباما الذي فقد، دفعة واحدة أيضاً، مليوني متابع لحسابه على المنصة ذاتها.
لكن لأن الأمور نسبية دائماً، علينا ملاحظة أن عدد متابعي أوباما على «تويتر»، هم أضعاف متابعي ترامب، رغم ما في حساب هذا الأخير من إثارة تجعل من أمر متابعته ضرباً من التسلية. عدد متابعي أوباما يصل إلى 104 ملايين متابع، حيث يعد ثالث شخص في العالم من حيث عدد متابعيه على «تويتر»، في حين لا يتجاوز عدد متابعي ترامب خمسة وثلاثين مليون متابع.
السبب في التفوق الكبير لعدد متابعي أوباما قياساً بترامب، يعود إلى أن للأول حساباً قديماً على «تويتر»، سمح له بتزايد أعداد متابعيه مذ كان رئيساً، فيما يعد ترامب حديث العهد على المنصة، وسرعان ما أصيب بلوثة إدمانها، لأنه وجد في التغريد عليها نوعاً من «اللعب» السياسي، يستفز به من يريد، ويغضب من يريد، ويوزع، عليه، رسائله المتناقضة يمنة ويسرى.
البابا فرانسيس الذي يجمع بين الصفتين الدينية والسياسية، ما زال يحتفظ ب 17 مليون متابع على المنصة، بعد أن فقد، في التصفية الأخيرة ذاتها، مئة ألف متابع. وخارج دائرة السياسة فقدت الإعلامية الشهيرة أوبرا وينفري حوالي مليون متابع، أما مغنية البوب الشهيرة كاتي بيري، التي تعد الأولى في العالم من حيث عدد متابعيها على «تويتر»، حيث بلغ عددهم نحو 110 ملايين، فقد خسرت نحو 2,8 مليون دفعة واحدة.
لكن ما الذي حدث بالضبط، وأدى إلى هذه التصفية الهائلة في أعداد المتابعين للحسابات على منصة «العصفور الأزرق»، وطالت النتائج كل من لديهم حسابات عليها، ولكنها ظهرت، بشكل جلي، في حسابات المشاهير؟
أرادت منصة «تويتر» إنقاذ مصداقيتها، كما شرح ديل هارفي نائب رئيس الشبكة، وأوضح أن شركته قامت بإلغاء ملايين الحسابات، على مستوى العالم، ظهر أنها حسابات وهمية، وجزء كبير منها تمّ شراؤه لأغراض دعائية، مالية وسياسية، فهي ليست حسابات مفعلة، وربما نسيها أصحابها أصلاً، لكنها فتحت لأغراض زيادة عدد المتابعين لمن يبحثون عن النفوذ والشهرة، أو للقيام بخدمة حملات سياسية موجهة.
في كل علة علينا التفتيش عن الاقتصاد، كما لاحظ كارل ماركس، محقاً، فما حمل إدارة «تويتر» على القيام بإلغاء هذه الحسابات هو شكوى كبار المعلنين على «تويتر» من خداعهم، لأنهم اكتشفوا أن إعلانهم على حسابات ذات متابعة واسعة، لا تصل إلى الشرائح المستهدفة بالإعلان، لسبب بسيط هو أن المتابعين وهميون ولا وجود فعلياً لهم، حيث يقوم المشاهير الصغار بشراء الحسابات لمضاعفة متابعيهم وبالتالي كسب المعلنين، الذين اكتشفوا أنهم يدفعون أموالاً دون عائد.
جريدة الخليج