تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن حمد الشرقي ولي عهد الفجيرة، وبدعم من هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، وغرفة تجارة وصناعة الفجيرة، نظمت جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، مساء أمس، الندوة النسائية الثانية بعنوان “الحياة الأسرية المستدامة”، وذلك ضمن فعاليات منتدى الفجيرة الرمضاني الرابع الذي يأتي تحت شعار “عام زايد”.
شارك في الندوة التي استضافها مجلس السيد سعيد سلطان بن شاهين بمنطقة مسافي الفجيرة، كلاً من مريم الشحي رئيسة مفوضية مرشدات رأس الخيمة، وآمنة الظنحاني خبيرة التنمية الأسرية، وأدارتها هدى الدهماني الرئيس التنفيذي للسعادة والايجابية بالجمعية، بحضور صابرين اليماحي نائبة رئيس مجلس إدارة الجمعية وفاخرة بن داغر رئيسة قسم الأنشطة والفعاليات بالجمعية ونخبة من سيدات المنطقة.
وناقشت الندوة عدداً من المحاور، سلطت الضوء على مفاهيم التربية والتنمية الأسرية والشراكة ما بين الآباء لصون أبنائهم من الانجراف وراء المعطيات المجتمعية السلبية الهدامة، والذي من شأنه حماية الأجيال القادمة وتعديل مسار توجهاتهم نحو المستقبل، بفكر هادف، بنّاء، محكم وقادر على مجابهة جميع التحديات التي تؤثر سلباً على سلوكياتهم، وصولاً إلى حياة أسرية مستقرة ومستدامة.
ووفقاً لما أكدت عليه مديرة الندوة هدى الدهماني، فإن الأسرة الإماراتية في فكر القيادة الرشيدة، هي حاضنة الأجيال ومحور أساسي في سياسات الدولة في شتى القطاعات التنموية، وهي كذلك أساس المجتمع ورافد أساسي لنموه وتطوره، لذا أولت الحكومة الرشيدة لدولة الإمارات جُل اهتمامها بتطوير وتأسيس أسر متماسكة منجزة ومعطاء، تحافظ على أصالتها وعاداتها وتقاليدها، وتشارك في بناء الأجيال بناءً قوياً يمثّل واجهة تتصدى لكل التحديات المجتمعية الهدامة.
وأضافت الدهماني: “إننا نثمن جهود أم الإمارات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، باهتمامها بالأسرة الإماراتية عبر رعايتها لها وحرصها الدائم على تنميتها وتوعيتها، حيث اعتبرت الأسرة أساس المجتمع واللبنة الأولى في بنيانه ومصدر سعادة المجتمع وتقدمه، وأنها متطلب أساسي لمجتمع قوي ناجح، يخطو خطوات واثقة نحو التميز والاستدامة”.
وحول مفهوم الاستدامة وكيفية تحقيق حياة مستدامة مستقرة، أشارت ضيفة الندوة آمنة الظنحاني، إلى أن الاستدامة هو مفهوم تم تطبيقه في جميع المؤسسات سواءً الحكومية العليا أو الوزارية أو المحلية، وهو مفهوم يطلق على البيئة الحيوية المتجددة المعطاء، التي تتأصل في أفرادها قيم حب الخير والاستمرار، والنماء أساسها، مؤكدةً على أن تحقيق الاستدامة في المجتمع يتطلب تنويع العوامل الطبيعية التي تحافظ على استمرار الاستدامة وتقدمها، وأكدت أيضاً، أن دولة الإمارات العربية المتحدة أولت اهتماماً بالغاً بالأسرة منذ قيام الاتحاد.
وأضافت الظنحاني: “إن وزارة تنمية المجتمع وضعت ملامحاً للأسرة السعيدة، بأن الاستدامة لابد من أن تكون أسلوب حياة، فهي استثمار للأفراد والأسرة، وهو ما أكدت عليه سمو الشيخة فاطمة أم الإمارات، على أن الاستدامة مسؤولية الجميع، واليوم نحن نرى مراكز التنمية الأسرية منتشرة في جميع إمارات الدولة، فكل مؤسسة تبذل قصارى جهدها لتعطي الأسرة وفقا لإمكانياتها”.
بدورها، أوضحت مريم الشحي أن تحقيق حياة مستقرة آمنة لأبنائنا والوصول بهم إلى أعلى مستويات التقدم الفكري، يستوجب منّا أن نعلمهم أصول التعامل والتفكير السليم والصدق والشفافية، وأن نعوّدهم على الصراحة، ونناقشهم ونستمع إليهم، ونربيهم على العادات الطيبة منذ الصغر، بحيث يجب على الأم أن تمثل قدوة حسنة لأبنائها، وأن يتكاتف الآباء والأمهات يداً بيد لتربية الأبناء تربية صحيحة متوازنة؛ ينتج عنها أجيال مستقرة متزنة.
وذكرت الشحي أن التربية الصحيحة عمادها ثقافة الحوار والاستماع والإنصات، والهدوء والتفكير السليم والنقاش، ومراجعة الأبناء أولا بأول، في وقت أصبح فيه من الضروري أن نستحضر مسؤوليتنا أمام الله في تربية أبنائنا، خاصة وأننا مع هذا التطور الكبير في وسائل التكنولوجيا على سبيل المثال، أصبحنا في معركة نواجه فيها مستمدات مجتمعية دخيلة، تهدد استقرار أبنائنا الفكري والمعرفي وكذلك المعنوي، بل تهدد استقرار الأسرة برمتها، فلهذه المستمدات أثر كبير قد لا تتم ملاحظته إلا بعد فوات الأوان، وبعد تعرض أبنائنا لمشكلات يصعب حلها والسيطرة عليها، لذا كان من الضروري بمكان متابعة سلوكيات أبنائنا والاستماع إليهم، وعدم إعطاء المجال للآخرين للتحكم في حياتهم ووضع بصمة يصعب إزالتها من نفوسهم وتفكيرهم، فينجرفون نحو السلبيات التي أضحت تحيط بهم من كل الجوانب، في عصر أصبح فيه أجيال الأمة مستهدفة.