لا تعذليه فـإنّ الـعـذل يوجـعُـهُ
قد قلت حقّاً ولكنْ ليس يسمـعُـهُ
جاوزتِ في لومه حدَّاً أضـرَّ بـه
من حيثُ قدّرتِ أن اللوم ينفـعـه
فاستعملي الرفق في تأنـيبـه بـدلاً
من عنفه فهو مُضنى القلب موجعُهُ
ما آبَ من سـفـرٍ إلاَّ وأزعـجَـهُ
رأيٌ إلى سفرٍ بالرغـم يتـبـعُـهُ
تأبى المطامع إلاّ أنْ تـجـشّـمـه
للرزق كدًّا وكم مـمّـن يودعـه
والله قسّم بين الـنـاس رزقَـهُـمُ
لم يخلقِ الله مخلـوقـاً يضـيّعـه
لكنّهم ملؤوا حرصاً فلست ترى
مسترزقاً وسوى الغايات تقنعه
أستودع الله في بغـداد لـي قـمـراً
بالكرخ من فلك الأزرار مطـلـعـه
ودّعـتـه وبـودّي لـو يودّعـنــي
طيبُ الـحـياة وأنـيّ لا أودعـــه