من بين أكثر الأنشطة تضرُّراً، ليس على صعيد منطقتنا فقط، بل العالم كله، الأنشطة الثقافيَّة بأنماطها المختلفة، ففعالياتها تمثل عادة تجمعات بشرية ينفس في معظمها الناس عن همومهم، ويبحثون عن المتعة للخروج من مشكلات الحياة، أو يناقشون أفكاراً وقيماً ثقافية تمس جوانب مختلفة من واقع المجتمعات وقضاياها.
لقد أسهمت جائحة كورونا في تراجع دور المبدعين والمثقفين في المجتمع، فعلى الرغم من استخدام ومشاركة بعض الرموز المبدعة في بداية الجائحة، للترويج للسياسات التي تم اتَّباعها آنذاك لمحاصرة المرض، لكن طول الأزمة وتطوراتها حجّمت من دور المبدعين والمثقفين، ووضعت السياسيين والأطباء والعلماء والإعلاميين وغيرهم في الواجهة.
فعلى سبيل المثال، توقفت السلاسل الثقافية الشهيرة التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت منذ عام تقريباً، واختفت الفعاليات الثقافية والترفيهية، وهذه حال معظم دول العالم تقريباً.
وقد لحقت بالقطاع الثقافي خسائر مادية كبيرة نتيجة الإغلاق والعزوف عن حضور الفعاليات، إذ أفلست العديد من المؤسسات الثقافية والشركات الترفيهية، أو قلصت أعمالها إلى الحد الأدنى.
وعلى الرغم من استخدام التكنولوجيا في إقامة بعض الندوات والفعاليات، لكنها بالتأكيد لا تقارن بروح وحيوية هذه الأنشطة عندما كانت تقام قبل الجائحة.
كما فوّت العديد من المبدعين والمثقفين الفرصة لسدّ الفراغ الثقافي، والقيام بأعمال إبداعية للتخفيف من الضغوطات النفسيّة والاجتماعية الناتجة عن إجراءات الجائحة، وبث روح التفاؤل، وإعادة الابتسامة على وجوه الكثيرين لرفع المعاناة والخوف عنهم.
صحيفة الرؤية