شهدت منطقة الخليج العربي خلال العقدين الأخيرين ازدهاراً في حركة الترجمة في معظم دول مجلس التعاون الخليجي، بعد أن كانت الكويت تعمل تقريباً لوحدها منذ سبعينات القرن الماضي، فقد تزايد عدد المؤسسات والجوائز التي تدعم الترجمة وأصبحت جزءاً من الواقع الثقافي الخليجي.
وتعدد المؤسسات يتطلب التنسيق فيما بينها، والعمل وفق خطة واضحة المعالم، ومرتبطة بالأهداف والتوجهات الثقافية الخليجية والعربية، فالترجمة يجب أن تلبي حاجات مرتبطة بعملية التنمية والتحديث الثقافي، بحيث تراعى فيها تخصصات وإبداعات وقيم فكرية وثقافية معينة تعمل على نشر الوعي الثقافي الرصين، والتعرف على أحدث التطورات العلمية والثقافية والفكرية، وتجعل المنطقة جزءاً من العالم المعاصر.
وقد علَّمنا التاريخ أن وجود حركة للترجمة في أي مكان، لا بد أن ينتج عنها تطور ثقافي وعلمي حضاري، فحركة الترجمة للعلم والفكر اليوناني أسهمت في نهوض الحضارة العربية الإسلامية، وحركة الترجمة العربية في نهاية القرن التاسع عشر وبداية العشرين نتج عنها النهوض الثقافي العربي، الذي امتد لقرابة قرن من الزمان.