لوحة (العشاء الأخير) للفنان الإيطالي ليوناردو دافينشي التي رسمها عام 1498، حرجت من الحجر المفروض عليها بسبب جائحة كوفيد-19، حيث عاد الدير الذي يضمها في مدينة ميلانو، يجتذب عشاق الفن من عاصمة إقليم لومبارديا والمناطق المحيطة، لكن الوقت لم يحن بعد لفتح الباب أمام حشود السياح المألوفة.
حيث ستتناوب مجموعات صغيرة لا تتعدى 12 شخصا المشاهدة بصمت كل 15 دقيقة أمام اللوحة الجدارية التي رسمها عبقري عصر النهضة في دير سانتا ماريا ديلي غراتسيي،حيث تعد هذه اللوحة أشهر لوحة جدارية في العالم.
وقالت مديرة متحف لوحة «العشاء الأخير» ميشيلا بالاتسو، إن الرهان بات من الآن فصاعداً «على السياحة المحلية»، منوهة إلى أن «أهل ميلانو استعادوا الأماكن التي طغت عليها السياحة الدولية، والدير جزء من ثقافتهم وتاريخهم». وكان المتحف الذي أعيد فتح أبوابه مؤخراً اضطر إلى الإغلاق خلال الحجر تكرر في ايطاليا.
وأدى الإقفال المتكرر إلى خفض كبير لإيراداته التي كانت تبلغ نحو 1،2 مليون يورو سنويا، حيث انخفضت بنسبة 80% في المئة عام 2020. وشهد المتحف رقما قياسيا في الزيارات عام 2019، وحضر أكثر من 445 ألف زائر للاحتفال بالذكرى الخمسمائة لوفاة ليوناردو دافنشي. وتمثل التحفة الفنية التي تجسد العشاء الأخير للمسيح مع رسله الاثني عشر، ورسمها دافنشي بين عامي 1494 و1498 على جدار قاعة طعام الدير.
على عكس ما يعتقد الكثيرون فإن الرسام لم يستعمل تقنية الفريسكو في هذه اللوحة بل لجأ إلى التلوين المباشر على الحائط وذلك لكي يحصل على حرية أكبر في تنويع الألوان وأدى ذلك إلى سرعة تلف اللوحة واحتياجها إلى عمليات ترميم متعددة كان أولها بعد عشرين عاما فقط من إنهائها.
أثارت هذه اللوحة الكثير من التساؤلات عن شخصية ليوناردو دا فينشي حيث تحتوي العديد من العناصر التي لا تنتمي إلى المفاهيم المسيحية التقليدية التي رسمت اللوحة أساسا للتعبير عنها. يعتقد البعض أن هذه اللوحة ضمن العديد من أعمال دا فينشي تحتوي على إشارات خاصة إلى عقيدة سرية مخالفة للعقيدة المسيحية الكاثوليكية التي كانت ذات سلطة مطلقة في ذلك العصر.