في الأسبوع الأول من شهر أكتوبرمن كل عام يبدأ إعلان أسماء الفائزين بجائزة نوبل في فروعها الستة، وقبل الإعلان بأيام تمتلئ الصحافة العربية باجتهادات حول اسم عربي يمكن أن يفوز بالجائزة في مجال الأدب، ومع كامل التقدير لمنجز الأديب العربي، فإن ما يتم نشره يكون أقرب إلى الأمنيات منه إلى التوقعات أو توفر معلومات دقيقة عن المرشحين، وما أن يعلن اسم الفائز أو الفائزة، ويتضح أنه غير عربي، حتى ندخل في بكائيات، وندب على حظ الثقافة العربية.
في عام 2009، ومع نهاية سبتمبر اتصلت بي كاتبة مهمة تشكو من تجاهل الصحافة المصرية والعربية لكونها مرشحة لجائزة نوبل، وهي الأقرب إلى الفوز، وفي تلك السنة كان هناك تفاؤل عربي بأن أحد المبدعين العرب سوف يفوز، وأن مرور 30 عاماً على فوز نجيب محفوظ بها مدة كافية لتقف الجائزة عندنا مرة ثانية، لكني كتبت مقالاً وقتها يدور حول أن نوبل في الأدب لن تأتي إلينا حالياً، رغم وجود أسماء عربيَّة ترقى إليها، لأن الثقافة العربية متهمة بأنها أفرزت أسامة بن لادن ومعظم الإرهابيين، والجائزة تمنح لمبدع وتمنح لثقافته أيضاً، وهكذا هم يروننا الآن، وبالتأكيد فكرتهم مغلوطة عنّا، لكن هذا هو الواقع إلى يومنا هذا.
ما يجب التوقف عنده أننا نتساءل سنوياً حول نوبل في الآداب ولم نتساءل يوماً عن نوبل في الطب أو الكيمياء أو الفيزياء، ولا نشعر بالأسى أننا لم نفز بأي منها.. لا يزعجنا ذلك.
صحيفة الرؤية