يصادف يوم الأحد التاسع من أغسطس الجاري 2020 الذكرى الثانية عشرة على رحيل الشاعر محمود درويش (13 مارس 1941 – 9 أغسطس 2008)، الذي يعد حد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب والعالميين الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن، ومن أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه. حيث يمتزج في شعره الحب بالوطن بالحبيبة الأنثى. وهو الذي كتب وثيقة إعلان الاستقلال الفلسطيني التي تم إعلانها في الجزائر.
كرم درويش عشرات المرات في حياته وكتبت مئات الدراسات عن شعره وعاش بين مدن مختلفة بعد خروجه من فلسطين حيث عاش في القاهرة وموسكو وبيروت وتونس وباريس وعمان وزار الإمارات في عدة مناسبات كان أخرها عندما فار بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في حقل الإنجاز الثقافي والعلمي الدورة الثامنة (2002 ـ 2003)
وقد جاء في حيثيات الفوز (أن مجلس أمناء جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية يرى أن الشاعر محمود درويش هو صورة الحقيقة الشعرية في عالمنا العربي، ورسولها المكابد بقوة وشجاعة وإصرار لإعلاء صدق التجربة الشعرية ووهج واقعها المعاش بكل عذاباته وجمالياته معاً، فهو شاعر المقاومة، لا الفلسطينية وحدها وإن شكّل اليوم نبضها الحي، بل المقاومة الإنسانية في عمقها واتساع آفاقها، والتي تنشد السلام والعدل لبني البشر، كما يرى المجلس أن مكابدة درويش ليست نضالية فحسب، على الرغم من القيمة العظيمة لمنجزه الشعري في هذا المجال، ذلك لأن درويش استعاد للمفردة بهاءها وحررها من وهن التكرار والعادة وبعث في استحضارات الموروث نبضاً حياتياً متجدداً ومعاصراً، ورفد الحركة الشعريــة المعاصــرة بما تحتــاج إليه مـن عذوبــة الشعـر وقوتـه وموسيقاه وعمقه وحلاوته علاوة على دور هذا الشعر التغييري والمحرض والمناهض للاحتلال وكافة أشكال العدوان والظلم).
وكانت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية أحيت العام الماضي ذكرى الشاعر الراحل محمود درويش (1941 ـ 2008)، عبر ندوة فكرية موسعة بعنوان «محمود درويش ـ أثر الفراشة لا يزول» على مدى يومين شارك فيها نخبة من الكُتّاب والأدباء بأبحاث وأوراق عمل مختلفة، تناولت شعر وحياة محمود درويش، إذ قدم الدكتور شربل داغر ورقة عمل «محمود درويش: سياسات القصيدة بين الجرأة المحسوبة والحيطة المحافِظة»، وعبده وازن «محطات في مسار محمود درويش الشعري»، والدكتور محمد شاهين «على هذه الأرض ما يستحق الحياة: أنشودة البقاء»، والدكتور محمود جرن «الإيطالية في جدارية محمود درويش»، وسيد محمود «محمود درويش في مصر – مرحلة ما قبل بيروت»، والدكتورة حورية الخمليشي «حوار الشعر والفن في شعر محمود درويش»، والدكتورة مريم الهاشمي «الذاتية في شعر محمود درويش»، والدكتور أحمد بن صالح الطامي «محمود درويش ناقداً: شعرية الإيقاع».
وعلى هامش الندوة وقّع كل من الدكتور شربل داغر كتابه «محمود درويش يتذكر في أوراقي»، الصادر عن مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، والدكتور محمد شاهين كتابه «مختارات من شعر محمود درويش» ضمن سلسلة «الفائزون».
ولا يزال بريق محمود درويش يتوهج كلما اقتربت ذكراه وخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي التي نشر روادها قصائده وصوره وذكريات عنه.
وفي شأن متصل فقد انشغلت مواقع التواصل الاجتماعي، في يوليو الماضي، بمقالة نشرها الروائي الكردي ـ السوري سليم بركات التي كشف فيها عن أن الشاعر العربي الراحل محمود درويش كان قد أسرَّ له في عام 1990 أنّ له ابنة غير شرعية من سيدة متزوجة. وأنه لم يعترف بهذه الإبنة ولم يرها.
وشهدت مواقع التواصل هجوماً شرساً وشديدا على الروائي الكردي المعروف لما أسمته “خيانة الأمانة” و “فضح السر”، واتهمته بأنه يبحث عن شهرة جديدة بعد أن خفت نجمه، وإنما باختلاق كذبة على أكتاف صديقه الشاعر الراحل الذي احتضنه وكثيراً ما قال أنه يعامله مثل “ابن” له. وكتب مثقفون وشعراء عرب مقالات مطولة، في الرد على بركات، بل وفي هجائه، وفي التساؤل عن “الحكمة” وراء كشف هذا السر، إن صحّ حقيقة.
فيما التزمت عائلة درويش، وزوجتاه السابقتان السورية رنا قباني والمصرية حياة الهيني، الصمت ولم يصدر عنهم أي تعليق. خصوصا أن بركات قال أنه لا يعرف شخصية او اسم تلك المرأة التي ولدت لدرويش ابنته غير الشرعية.
وكان درويش قد صرّح بعد انفصاله عن زوجته الثانية حياة الهيني بقوله: “لم نُصب بأية جراح، انفصلنا بسلام، لم أتزوج مرة ثالثة ولن أتزوج، إنني مدمن على الوحدة. لم أشأ أبداً أن يكون لي أولاد، وقد أكون خائفاً من المسؤولية، ما أحتاجه استقرار أكثر، أغيّر رأيي، أمكنتي، أساليب كتابتي، الشعر محور حياتي، ما يساعد شعري أفعله وما يضره أتجنبه”.