أَلا طالَ التَنَظُّرُ وَالثَواءُ – شعر النابغة الشيباني

أَلا طالَ التَنَظُّرُ وَالثَواءُ

وَجاءَ الصَيفُ وَاِنكَشَفَ الغِطاءُ

وَلَيسَ يُقيمُ ذو شَجَنٍ مُقيمٍ

وَلا يَمضي إِذا اِبتُغِيَ المَضاءُ

طَوالَ الدَهرِ إِلّا في كِتابٍ

لِمِقدارٍ يُوافِقُهُ القَضاءُ

وَلا يُعطى الحَريصُ غِنىً لِحِرصٍ

وَقَد يَنمي لِذي الجودِ الثَراءُ

غَنِيُّ النَفسِ ما اِستَغنَت غَنِيٌّ

وَفَقرُ النَفسٍ ما عَمِرَت شَقاءُ

إِذا اِستَحيا الفَتى وَنَشا بِحِلمٍ

وَسادَ الحَيذَ حالَفَهُ السَناء

وَلَيسَ يَسودُ ذو وَلَدٍ وَمالٍ

خَفيفُ الحِلمِ لَيسَ لَهُ حَياءُ

وَمَن يَكُ ذا حَياً لَم يُلقِ بُؤساً

يَنُخ يَوماً بِعَفوَتِهِ البَلاءُ

تَعاوَرَهَ بَناتُ الدَهرِ حَتّى

تُثَلِّمَهُ كَما اِنثَلَمَ الإِناءُ

فَكُلُّ شَديدَةٍ نَزَلَت بِحَيٍّ

سَيَأتي بَعدَ شِدَّتِها الرَخاءُ

فَقُل لِلمُتَّقي حَدَثَ المَنايا

تَوَقَّ فَلَيسَ يَنفَعُكَ اِتِّقاءُ

وَلا تُبكِ المُصابَ وَأَيُّ حَيٍّ

إِذا ما ماتَ يُحييهِ البُكاءُ

وَقُل لِلنَفسِ مَن تُبقي المَنايا

فَكُلُّ حينٍ يَنفَعُها العَزاءُ

تَعَزَّي بِالأَسى في كُلِّ حَيٍّ

فَذلِكَ حينَ يَنفَعُها العَزاءُ

سَتَفنى الراسِياتُ وَكُلُّ نَفسٍ

وَمالٍ سَوفَ يَبلُغُهُ الفَناءُ

النابغة الشيباني

شاعر بدوي مدح خلفاء بني أمية توفي عام 743 ميلادية