وَحِبَّ إِلى الإِنسانِ ما طالَ عُمرَهُ
وإِن كانَ يُشقى في الحَياةِ وَيُقبَحُ
تَغُرُّهُم الدُنيا وَتأَميلُ عيشها
أَلا إِنَّما الدُنيا غُرورٌ مُتَرِّحُ
وآخِرُ ما شيءٍ يَعولُكَ والَّذي
تَقادَمَ تَنساهُ وَإِن كانَ يُفرِحُ
وَيَومٍ مِنَ الشِعري تَظَلُّ ظِباؤُهُ
بِسوقِ العِضاهِ عوَّذاً ما تَبَرَّحُ
شَديدِ اللَظى حامي الوَديقَةِ ريحُهُ
أَشَدُّ لَظىً مِن شَمسِهِ حينَ يَصمَحُ
تَنَصَّبَ حَتّى قَلَّصَ الظِلُّ بَعدَما
تَطاوَلَ حَتّى كادَ في الأَرضِ يَمصَحُ
أَزيزَ المَطايا ثُمَ قُلتُ لِصُحبَتي
وَلَم يَنزِلوا أَبرَدتُمُ فتَرَوَّحوا
فَراحوا سِراعا ثُمَ أَمسَوا فَأَدلَجوا
فَهَيهاتَ مِن مُمساهُمُ حَيثُ أَصبَحوا
وَخَرقٍ كأَنَّ الريطَ تَخفِقُ فَوقَهُ
مَعَ الشَمسِ لا بَل قَبلُها يَتَضَحضَحُ
عَلى حينَ يُثنى القَومُ خَيراً عَلى السُرى
وَيَظهَرُ مَعروفٌ مِنَ الصُبحِ أَفصَحُ
هدبة بن الخشرم
شاعر جاهلي (توفي 574 م)