لم ينل إخراج مسرحية «أهلاً يا بكوات» للراحل لينين الرملي إعجاب الممثل محمد صبحي الذي شكّل لفترة ثنائياً مع الرملي. المسرحية التي أخرجها عصام السيد، نالت بالمقابل، ثناء النقاد، وأيضاً إعجاب الجماهير. لافتة تحمل عبارة «كامل العدد» وضعت على شباك بيع التذاكر في المسرح القومي، في إشارة إلى أنّ تذاكر الدخول إلى العرض قد نفدت.
هناك ما هو أهمّ وأخطر في أمر هذه المسرحية. تلقت إدارة المسرح القومي خطابات من عناصر سلفية متشددة تُهدد بحرق المسرح لعرضه لها. منعت إدارة المسرح دخول سيارات غير العاملين، وأمّنت الدولة حراسة مشددة على منزل لينين الرملي. تعقيباً على مضمون المسرحية قال يوسف إدريس للرملي: «أنت متهور»، أما رئيس الوزراء في حينه فقد شدّ على يد الرملي طالباً منه: «خد بالك من نفسك».
لم يكن لينين الرملي قد توفي بعد، حين نشرت مجلة «روز اليوسف» في يونيو الماضي مقالاً للكاتب محمد جمال الدين بعنوان «حكايات في حب لينين الرملي» تضمّن استعادات لذكريات الكاتب مع الرملي الذي عمل معه، على ما أفاد في المقال، ثمانية عشر عاماً متواصلة، ومن هذا المقال أخذنا الحكاية أعلاه.
لكن تلك ليست الحكاية الوحيدة في المقال الثري بالمعلومات عن لينين الرملي ومسرحياته التي شكّلت محطات مضيئة في تاريخ المسرح المصري، بينها معلومة تفيد بأن عدد من حضروا العرض الأول لمسرحية «بالعربي الفصيح» لم يتجاوز الأربعة أفراد ليس أكثر، بسبب أن الرملي ومحمد صبحي استقرا على أن يكون ممثلوها من المواهب الجديدة غير المحترفة، وكان من بينهم، بالمناسبة، الممثلة منى زكي. لكن سرعان ما باتت إيراداتها في نهاية الموسم المسرحي تنافس مسرحيات كبار النجوم.
ثمة مسرحية أخرى للينين الرملي مثيرة للجدل هي «وجهة نظر». كان الرملي متخوفاً من أن الرقابة لن تجيز عرض المسرحية، لكن المسرحية عرضت، بل إن وزير الثقافة، آنذاك، فاروق حسني، أمر التلفزيون بتصويرها.
كان أنطون تشيخوف يحرص على حضور «بروفات» مسرحياته للمخرج الشهير قسطنطين ستانيسلافسكي. مثله حرص لينين الرملي على حضور بروفات نصوصه. وينقل لنا محمد جمال الدين أن الرملي أجاب حين سئل عن سبب هذا الحرص: «هناك نوعان من الكتاب المسرحيين: كاتب يكتب المسرح كأنه يكتب قصة أو رواية، وكاتب آخر هو رجل مسرح».
جريدة الخليج