استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في مقره بالعاصمة أبوظبي، أمس، الروائيين الذين رشحت رواياتهم لنيل الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر» 2019، التي تعلن مساء الثلاثاء 23 ابريل 2019، للحديث عن رواياتهم وتجاربهم التي تروي هموم العرب روائياً. أدارت الجلسة الحوارية الكاتبة الإماراتية عائشة سلطان، التي رحبت سلطان بأصحاب الروايات الست، «شمس بيضاء باردة» للأردنية كفى الزعبي، و«الوصايا» للمصري عادل عصمت، و«صيف مع العدو» للسورية شهلا العجيلي، و«النبيذة» للعراقية إنعام كجه جي، و«بأي ذنب رحلت؟» للمغربي محمد المعزوز، مع تعذر حضور اللبنانية هدى بركات صاحبة رواية «بريد الليل».
بدأ المغربي محمد المعزوز «بأي ذنب رحلت؟» بالحديث عن بطلة روايته رحيل التي تشبه حال الشعب العربي اليائس، والذي يتشبث ببارقة أمل، مشيراً إلى أن حالة رحيل ليست حالة سياسية فقط بل حالة اجتماعية، تشبه رحيل اللغة العربية من حياتنا بحيث بات الأهالي يتحدثون مع أطفالهم بلغات أجنبية مثل الإنجليزية والفرنسية. وأكد المعزوز أنه من خلال روايته يريد الإشارة الى أن الموسيقى والثقافة والفلسفة هي التي تهذب الروح الإنسانية، وأن الثالوث الأهم في البشرية يكمن في «الجمال والفلسفة والأخلاق» للنجاة من كل السواد الذي يحيط بالمنطقة.
الروائيتان العراقية إنعام كجه جي صاحبة «النبيذة» والسورية شهلا العجيلي صاحبة رواية «صيف مع العدو» حاولتا نقل واقع بلادهما بعيداً عن الشكل الحالي المليء بالدمار والموت، وهذا ما قالته كجه جي التي نقلت شكل العراق من خلال شخصيتين رئيستين، تعكسان فترات متنوعة من زمن حكم الملك فيصل إلى اليوم، وهذا ما أرادته أيضاً السورية العجيلي، حيث تروي تاريخ الرقة وكيف كان شكلها ودور المرأة فيها.
تطل الكاتبة الأردنية كفى الزعبي وروايتها «شمس بيضاء باردة» لتحكي عن المثقف المغترب وواقعه من خلل شخصية شاب فقير مثقف يعيش في غرفة بلا نوافذ. تحاول كفى حسب تعبيرها أن تدخل الى عقل المثقف العربي وهمومه. وقريباً أيضاً من تجربة شخصية يحكي عادل عصمت عن جده عبر روايته الوصايا، تفاصيل كثيرة بدأت بالتلاشي، ويؤكد الكاتب أن تتبعه لعائلة سليم وأجيالها في صعيد مصر من القرن الـ20، يأتي متوجاً للجد في العائلة وهو يقدم وصاياه العشر للحفيد علها تفيده في عصره الذي يعيش، وقال عصمت «تلك الوصايا هي خلاصة تجارب الجد في حياته من جهة وفلسفته التي يود أن ينقلها إلى الأجيال التالية من بعده، وأنا أقدمها لكل قارئ».