بمساحات عرض حجزت بالكامل، وتحت شعار «المعرفة.. بوابة المستقبل»، وبأركان تفاعلية جديدة مبتكرة، تنطلق في 24 إبريل الجاري، فعاليات الدورة (29) من معرض أبوظبي الدولي للكتاب، التي تتواصل سبعة أيام، تتزيّن فيها الرفوف بأكثر من 500 ألف عنوان، يقدمها أكثر من 1000 ناشر من الشرق والغرب.
ويقدم الناشرون الذين ينتمون لأكثر من 50 دولة إصدارات في مختلف مجالات العلوم والمعارف والآداب وبلغات متعددة، إضافة إلى عقد فعاليات ثقافية وترفيهية وتعليمية، واستضافة مجموعة مختارة من المؤلفين والأدباء والفنانين من مختلف دول العالم. وللمرة الأولى يستضيف المعرض ناشرين من أوكرانيا والتشيك وإستونيا ومالطا والبرتغال.
وكشفت دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي عن تفاصيل الدورة الجديدة للمعرض، الذي يقام برعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، خلال مؤتمر صحافي، عقد في منارة السعديات يوم الأحد 14 إبريل 2019 . وأكدت حجز مساحات المعرض بالكامل، مع وجود أكثر من 100 ناشر على قائمة الانتظار، مشيرة إلى المعرض يستقطب هذا العام نخبة من أبرز الكتّاب والمؤلفين العالميين ودور النشر المرموقة، والفنانين المبدعين من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، منهم بين أوكري، الفائز بجائزة البوكر، والمؤلف سارو برييرلي، الذي حوّلت قصة حياته إلى الفيلم المشهور «ليون»، وزين الدين يوسفزاي، والد الحائزة جائزة نوبل، ملالا يوسفزاي وآخرون.
من جهته، قال وكيل دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، سيف سعيد غباش، إن «شعار المعرض هذا العام (المعرفة.. بوابة المستقبل) هو العنوان الأكبر الذي تسير عليه أبوظبي، لتعزز من مكانتها في قلب العالم كمنصة عالمية مفتوحة للتبادل الثقافي والخبرات والأفكار، التي من شأنها أن تترك أثراً إيجابياً على واقعنا ومحيطنا».
وأضاف غباش، خلال المؤتمر الصحافي: «يعود (أبوظبي للكتاب) هذا العام ليكون البوابة الأكبر التي تعبر من خلالها المعرفة إلى الجميع، إذ يحرص ناشرون من الشرق والغرب على المشاركة في واحد من أكثر معارض الكتب التزاماً بالحقوق الفكرية، وما يتعلق بها من حقوق النشر والتأليف والترجمة. وهذا العام، أضيف العديد من العناصر الجديدة في المعرض، لتشجيع الاستدامة في عالم معني بتطور البشر بشكل مباشر، دون إغفال قيمة المحتوى المعرفي الذي تنقله التكنولوجيا المتقدمة وتوصله بأشكال أكثر فاعلية». وتابع: «التطورات التي ستلمسونها في المعرض هذا العام تأتي من إيماننا الراسخ في الدائرة بأن العمل الثقافي مثل غيره من المجالات، يتطلب الابتكار والإبداع لضمان استمراره في جذب الاهتمام، والمستقبل الذي نعدّه لأجيال الغد يبدأ من هنا، من بوابة المعرفة الكبرى، وكلنا على ثقة بأن المعرض يمثل أحد أبوابها». ويشهد «أبوظبي للكتاب 2019» انطلاق أركان جديدة هذا العام، وهي ركن النشر الرقمي وركن القصص المصورة وركن الترفيه، ويتضمن كل منها تجارب تفاعلية مبتكرة للجمهور من مختلف الأعمار.
وتحتفي الدورة (29) من المعرض بجمهورية الهند ضيف الشرف، إذ تشارك مجموعة كبيرة من دور النشر الهندية، التي تتميز بكثافة إصداراتها والتي تلبي اهتمامات شرائح كبيرة من القراء، بينما يحلّ كتّاب ومؤلفون وفنانون من الهند ضيوفاً على المعرض للمشاركة في البرامج التفاعلية.
من جهتها، قالت ممثلة سفارة جمهورية الهند لدى الدولة، سميتا بانت: «يسرنا أن نكون ضيف شرف معرض أبوظبي الدولي للكتاب هذا العام. في ظل العلاقات القوية التي نتمتع بها مع دولة الإمارات، وتعكس مشاركتنا العلاقات التاريخية التي نحظى بها مع العالم العربي».
وأوضحت أن «الهند تشارك في المعرض بوفد يضم أكثر من 100 عضو، بمن فيهم الناشرون والنقاد والمؤلفون. وسيكون لدينا أيضاً أكبر جناح لضيف شرف على الإطلاق، بمساحة أكثر من 1000 متر مربع».
التزام طويل الأجل
قال المدير التنفيذي لقطاع دار الكتب بالإنابة في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، عبدالله ماجد آل علي، خلال المؤتمر الصحافي، إن «الدائرة تحتفي بالكتاب باعتباره الأداة الأقوى للرقي بالمجتمعات، ويعدّ (أبوظبي للكتاب) التزاماً طويل الأجل في هذا الصدد، إذ نجح طوال العقود الماضية في تكريس نفسه كمنصة متجددة للباحثين عن المعرفة، ومحبي القراءة، والناشرين على حد سواء. ولقد عملنا على تطوير مختلف المنصّات في المعرض ليكون محطة معرفية متكاملة تواكب التكنولوجيا الحديثة التي أحدثت نقلة نوعية في عالم المعرفة».
وأكد أن المعرض يدخل مرحلة جديدة من التطوير التي تستجيب لإمكانات جديدة في صناعة الكتاب، بما يساعد على تطوير فكرة القراءة نفسها، والوصول إلى نموذج القارئ الفاعل، باعتبار القراءة فعلاً حضارياً ننظر إليه كقاطرة لنمو المجتمع.
يسلط معرض أبوظبي للكتاب الضوء هذا العام على إرث واحدة من القامات الشعرية الإماراتية، وهي الراحلة عوشة السويدي (فتاة العرب)، التي اختيرت شخصية محورية للمعرض، تقديراً لما تركته من إبداع شعري نبطي ملهم.