وفي تصوري أن الإمارات على حداثة عهدها بالأدب وما فيه من فنون، تستطيع أن تجدَ لها مكاناً مرموقاً في الأوساط الأدبية والثقافية العربية، وذلك عندما نضرب مثلاً بشاعرٍ متميز كسلطان العويس، ومن الغبن للشاعر عدم تأكيد هذا القول، فشِعر سلطان وإن كان في الغالب ذا مضمونٍ واحد وهو الغزَل؛ لكنه رفيع المستوى في المعاني والبديع والتصوير والتركيب الفني، ومَن يقرأ بتمعُّن ويتابع قصائدَ «بوعلي» يتضح له هذا الكلام.
والمتذوق للشعر حينما يستمع إلى سلطان ويردد أبياتاً مِن شِعره، يشعر أن مثل هذا الشعر لا تبدو عليه ملامح اجترار المعاني والعبارات وتكرارها، بل إن هذه الأبيات التي تفيض رقةً وتنساب عذوبة، تنقلنا إلى عامل الإحساس الوجداني لنعيشَ الحب، الحب وحده.