مؤسسة سلطان العويس ومؤسسة عبدالحميد شومان

يوسف ابو لوز

شهدت العاصمة الأردنية عمّان في اليومين الماضيين انعقاد ملتقى استعادة الشعر ونظّمت الملتقى مؤسسة عبد الحميد شومان، بالتعاون مع مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية التي ذهبت إلى العاصمة الأردنية بفريق من الشعراء الإماراتيين والمثقفين ذوي الخبرة في تاريخ الشعر العربي. مؤسستان ثقافيتان عربيتان لهما حضور وازن ومؤثر في الثقافة العربية: مؤسسة سلطان بن علي العويس، ومؤسسة عبد الحميد شومان، وفي هذا الملتقى النوعي في حجم عنوانه الكبير يحضر الشعر العربي وتحولاته وظواهره المعاصرة في مناقشات مثقفين أردنيين وإماراتيين وعرب يلقون الضوء على فترة طويلة في تاريخ الشعر العربي.
الملتقى مهم من حيث عنوانه وأوراق العمل المتداولة فيه، ولكن من جانب آخر مهم أيضاً ينتبه المراقب الثقافي لهذا الحدث الأدبي النوعي إلى الجهتين العربيّتين المنظمتين للملتقى، وهما جهتان خدمتا الثقافة على مدى عقود من سبعينات وثمانينات القرن العشرين وإلى اليوم، فقد بدأت مؤسسة سلطان بن علي العويس جائزة تكريمية تشجيعية للأدب والمسرح والنقد والدراسات عام 1987، ثم تحوّلت إلى مؤسسة ثقافية مستقلة في 1992، أما مؤسسة عبدالحميد شومان فهي أيضاً مؤسسة مستقلة أنشئت عام 1978 في عمّان وأخذت اسمها من اسم مؤسس البنك العربي الاقتصادي عبد الحميد شومان.

مؤسسة سلطان العويس تحمل أيضاً اسم رجل مال وأعمال وأدب تجري في عروقه روح الشعر: سلطان بن علي العويس، الذي يستحق تسمية رجل اللؤلؤين: لؤلؤ البحر، ولؤلؤ الشعر.

الرجلان والمؤسستان في الإمارات وفي الأردن ساعدوا الثقافة العربية على استقلاليتها وتخلّصها من شوائب الإيديولوجيا والارتهان إلى مؤسسات أو سلطات بحدّ ذاتها. ومنذ السبعينات، كانت مؤسسة عبد الحميد شومان فضاء حيوياً حرّاً للشعر وقراءته وللعروض السينمائية وكل مفردات ثقافة الجمال والحياة.

مؤسسة سلطان العويس كرّمت المئات من نخب الأدب والمعارف البحثية والنقدية، وتضم مسرحاً يتسع لأكثر من 400 شخص، ويضم مبناها في شارع الرقة في دبي قاعة واسعة للعروض التشكيلية، وعقدت في السنوات الأخيرة اتفاقيات تعاون مع جهات ثقافية في عُمان، والبحرين، وبيروت.
نموذجان عربيان نبيلان، الأول مؤسسة مالية تتمثل في البنك العربي الذي خدم الثقافة العربية، والثاني فرد أو رجل بمفرده خدم أيضاً الثقافة: سلطان بن علي العويس، رمز ثقافة الجمال.