أحد فرسان القصيدة النبطية
ولد الشاعر مبارك بن قذلان في عقد الثلاثينيات من القرن الماضي، وعدا موهبة الشعر فقد كان الراحل يمتلك موهبة اختراع الألعاب الشعبية، وكان يتمتع بتقليد الشخصيات.
وفي سن الخامسة كتب قذلان أولى محاولاته الشعرية، وما لبثت أن تطورت موهبته من خلال الاحتكاك مع الشعراء المقربين، حيث تؤكد المصادر، أنه كتب شعراً يدافع عن أهله وأبناء منطقته، ومن هنا جاءت قصائده المميزة في حب الوطن. وكانت حياته مملوءة بالمواقف والمناسبات التي فجرت قريحته الشعرية، وخلال فترة وجيزة اشتهر شعره، وعرف بمجاراته الشعرية التي أبرزت فيه جانب القوة والتحدي.
عاش الشاعر فترة صعبة اضطرته للعمل في بعض الأعمال الشاقة وتغرب لمدة 6 سنوات طلباً للرزق، وعمل لاحقاً في عدة شركات خاصة بالمنطقة الغربية، وفي مواصلات أبوظبي التي استقر فيها فترة طويلة، ثم عاد إلى منزله الأول في ليوا التي استقر فيها حتى وفاته.
سبق وأن أصدرت أكاديمية الشعر في أبوظبي في عام 2016 ديواناً شعرياً لمبارك بن قذلان المزروعي بعنوان: «ديوان مبارك بن قذلان المزروعي» من جمع وإعداد عبيد مبارك بن قذلان المزروعي.
واشتمل الديوان على 128 قصيدة متنوّعة الأغراض الشعرية، بينها قصائد وطنية معروفة، إضافة إلى عدد كبير من القصائد الذاتية والوجدانية وقصائد النُصح، وبعض القصائد الدينية، كما اشتمل الديوان على مساجلات شعرية جميلة مع عدد من الشعراء الإماراتيين، وملحق صور للشاعر في مناسبات مختلفة، إضافة إلى عدد من القصائد بخط يده.
هذا، وقد نعى الشاعر الكبير عدد من أبرز الشخصيات الثقافية في الإمارات، فقد نعاه وزير الثقافة الشيخ سالم بن خالد القاسمي، الذي قال على حسابه على موقع (X): «فقدت الإمارات الشاعر المجيد مبارك بن قذلان المزروعي، الذي رحل عنا بعد حياة حافلة بالإبداع أثرى فيها الشعر النبطي بعيون القصائد، وترك بصمات لا تنسى في المشهد الشعري الإماراتي، رحم الله الفقيد الكبير وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته وذويه ومحبيه الصبر والسلوان».
كما نعاه الدكتور سلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر ورئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، على موقعه في (إنستغرام) بقوله: «انتقل إلى رحمته تعالى الشاعر مبارك بن قذلان المزروعي أحد كبار شعراء النبط في إمارة أبوظبي، بعد مسيرة حافلة بالعطاء.. خالص التعازي إلى أسرة الشاعر وذويه، ونسأل الله أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون».