You are currently viewing الوسط التشكيلي والثقافي ينعى «بيكاسو الإمارات» علي بن ثاني

الوسط التشكيلي والثقافي ينعى «بيكاسو الإمارات» علي بن ثاني

ارتبطت أعماله بالبيئة والمجتمع ودرس الفن في دمشق والقاهرة

نعى الوسط الفني والثقافي في الإمارات الفنان الإماراتي علي سعيد بن ثاني، الذي توفي أول من أمس الأربعاء، في دبي، عن عمر يناهز 83 عاماً، بعد مسيرة فنية مميزة اشتهر خلالها بن ثاني بلقب «بيكاسو الإمارات». ونعت جمعية الإمارات للفنون التشكيلية في الشارقة، وندوة الثقافة والعلوم في دبي، الفقيد.

ولد بن ثاني في دبي عام 1941، ودرس الفن التشكيلي والخط في معهد الفنون في الزمالك بمصر، كما درس في سورية في مطلع الستينات، وعمل أستاذاً للتربية الفنية في دبي، وأسهم في تأسيس الحركة الكشفية في المنطقة قبل قيام الاتحاد، لكنه فضّل تقديم استقالته والاتجاه للعمل في البحر وصيد الأسماك والزراعة، والتفرغ لفنّه.

وخلال مسيرته الفنية قدّم العديد من الأعمال التشكيلية التي اتسمت بالواقعية وقربها من البيئة والمجتمع، إلى جانب رسم البورتريه ووجوه الشخصيات، وكان يتبرع بكثير من لوحاته للأعمال الخيرية.

ولعبت الأسرة دوراً مهماً ليس فقط في حياة علي بن ثاني الشخصية، لكن أيضاً في تواصل مسيرته الفنية، خصوصاً بعد أن أصيب بجلطة دماغية في عام 1989 جعلته يتوقف عن الرسم نتيجة فقدانه كثيراً من مخزون ذكرياته التي تعد مصدراً للإبداع. وسعت الأسرة بكل جهد لأن تعيد للفنان شغفه بالفن والألوان والرسم، خصوصاً ابنته الفنانة ناعمة التي تخصصت في مجال الرسوم المتحركة، وحصلت على ماجستير في هذا التخصص من أميركا، حيث كانت تشجعه على العودة إلى الرسم والمشاركة معها في الرسم والمعارض، وهو ما أسهم في تحسن حالته الصحية، ليعود بعد انقطاع يزيد على 20 عاماً إلى الرسم والظهور الإعلامي من خلال معرض نظمته له ندوة الثقافة والعلوم في دبي عام 2012، قدّم فيه مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية التي عكست شغفه وأسلوبه الفني المرتبط بتجسيد مشاهد من البيئة والمجتمع الإماراتي الذي عشقه، مع تركيزه على طبيعة وبيئة رأس الخيمة التي أقام فيها، إلى جانب مشاهد من المجتمعين المصري والسوري اللذين تأثر بهما خلال دراسته للفنون والخط في القاهرة ودمشق، كما أشار في تصريحات سابقة له إلى تأثره بالفنان المصري صلاح عبدالكريم. فقد تعلم منه الكثير من التقاليد الرصينة للفن التشكيلي، وكيفية الاشتغال على تفاصيل الأشياء، وكذلك اشترك الفنان علي بن ثاني في العديد من المعارض، منها معرض «من الإمارات إلى المكسيك» الذي نظمته السفارة المكسيكية لدى الدولة في 2022.

وقامت أسرة الفقيد أيضاً بتجهيز صالة داخلية خاصة في المنزل لتكون مرسماً له، ومعرضاً لأعماله. واستقبل فيها في أبريل الماضي الشيخ فاهم بن سلطان بن سالم القاسمي، الأمين العام السابق لمجلس التعاون الخليجي.

وإلى جانب اهتمامه برسم الوجوه وفن البورتريه اهتم الفنان الراحل بنقل مشاهد بعيدة عن الواقع الإماراتي، كان يستمدها من ذاكرته ومن مرحلة مبكرة من حياته، خصوصاً من السنوات التي عاشها في القاهرة ودمشق، فضلاً عن تأثره الشديد بالبيئة البحرية التي تميز إمارة رأس الخيمة ومختلف إمارات الدولة.


عودة واحتفاء

شكلت عودة علي بن سعيد بن ثاني، وهو في 72 عاماً، إلى ممارسة الرسم، بعد انقطاع دام 23 عاماً – بسبب إصابته بجلطة دماغية – حدثاً مميزاً تناولته وسائل الإعلام. وذكرت ابنته مريم لـ«الإمارات اليوم» أنه أصيب بجلطة دماغية تسببت في توقفه عن الفن منذ عام 1989، مؤكدة أن العودة إلى الألوان أسهمت في تحسن ذاكرته، إذ استعاد – في لوحاته الجديدة – ملامح قديمة من البيئة البحرية الإماراتية، وذكريات أثناء دراسته للفن في القاهرة ودمشق.

وتميزت أعمال الفنان في ذلك المعرض بالميل إلى التعبيرية، في أجواء يغلب عليها الضوء، وتعبر عن مفردات من الحياة في الإمارات قديماً، علاوة على رسم وجوه تختزن تعبيراً مكثّفاً.

الراحل عمل أستاذاً للتربية الفنية في دبي، وأسهم في تأسيس الحركة الكشفية في المنطقة قبل قيام الاتحاد ثم فضّل الاتجاه للعمل في البحر والزراعة والتفرغ لفنّه. 

إصابته بجلطة دماغية في عام 1989 جعلته يتوقف عن الرسم نتيجة فقدانه كثيراً من مخزون ذكرياته التي تعد مصدراً للإبداع.
الامارات اليوم