You are currently viewing رحيل الشاعر ربيع بن ياقوت أحد أبرز شعراء الإمارات

رحيل الشاعر ربيع بن ياقوت أحد أبرز شعراء الإمارات

توفي يوم الأربعاء 22 مايو 2024 الشاعر ربيع بن ياقوت عن عمر ناهز 96 عاماً، والذي يعتبر أحد أبرز شعراء الشعر الشعبي في دولة الإمارات، ونعى سمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، رئيس المجلس التنفيذي، ابن ياقوت، وقال سموه عبر حسابه في موقع «إنستغرام»: «ورحل شاعر عجمان الكبير.. إنّا لله وإنّا إليه راجعون. الشاعر القدير ربيع بن ياقوت في ذمة الله. نسأل الله أن يرحمه ويسكنه الجنة. عزاؤنا لأهله وقبيلته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم».

ولد ربيع بن ياقوت في عجمان عام 1928، والتحق بالكتاتيب مبكراً، لكنه لم يستمر فيها طويلاً، ثم سافر إلى الكويت في أواخر الأربعينيات، من القرن الماضي مع مجموعة من أصدقائه الشعراء مثل حمد خليفة بوشهابوراشد بن صفوان، وكان في بداية العشرينيات من عمره، وهي السن التي بدأت فيها موهبة الشعر تطرق بابه.

وفي الكويت، عمل في شركة نفط الأحمدي، واستمر عمله فيها اثنتي عشرة سنة، ثم انتقل للعمل في كراج الأشغال التابع لحكومة الكويت، واستمر موظفاً في الكراج مدة ثماني عشرة سنة، عاد بعدها إلى الدولة، قبل إعلان اتحاد دولة الإمارات بسنوات قليلة.

انخرط ابن ياقوت في العمل التطوعي عبر جمعية الفنون الشعبية في عجمان وهناك وجد نفسه أمام مهمة جديدة تفرضها احتياجات نقل إرث جيل إلى جيل، فالفنون الشعبية بأهازيجها وثقافتها بدأت تودع روادها الأول، بحكم السن والكهولة، وصار لزاما أن يتعلم الأبناء فنون آبائهم.

انضم ابن ياقوت إلى أسرة برنامج «مجلس الشعراء» الذي أسسه حمد خليفة بوشهاب في تلفزيون دبي في أواخر الستينيات من القرن الماضي، مع مجموعة من شعراء الجيل الذهبي في تلك الفترة أمثال راشد الخضر وسالم الجمري ومحمد بن سوقات وأحمد بن خليفة الهاملي وعلي بن رحمة الشامسي، واستمر ربيع عضواً في البرنامج رغم ظهور وجوه جديدة، ورحيل معظم شعراء ذلك الجيل الذهبي، وظل محافظاً على تألقه رغم تقدمه في السن، فشارك في برامج إذاعية كثيرة، وفي العديد من الأمسيات الشعرية.

وكان حمد بوشهاب أكثر الشعراء قرباً من ربيع، وجمعت بين الاثنين صداقة وطيدة، امتدت لأكثر من خمس وخمسين سنة، حقق خلالها أبوشهاب ديوان شعر لابن ياقوت في أواخر الثمانينيات.

ولشعر ربيع نكهة خاصة، ففي شعره رقة في الألفاظ، وفكاهة وغزل، وحكم جميلة، ولا يزال الكثير من قصائده محفوظة في ذاكرة الناس، وتطلب منه في الأمسيات والبرامج الإذاعية، وهو من الشعراء القلائل الذين عالجوا الكثير من ظواهر المجتمع السلبية، كالزواج من أجنبيات، وغلاء المعيشة، والواسطة، والعادات الدخيلة، والغزو الفكري للشباب، كما ناقش الكثير من القضايا العربية في أشعاره، وفوق هذا، نظم العديد من القصائد في حب المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والوطن، وتغنى بأشعاره العديد من الفنانين.