هو نهج، وطريق لا تحيد عنه الشارقة.. الثقافة ثم الثقافة ثم الثقافة.. لا صوت يعلو على صوت المعرفة، الوعي، وبناء الإنسان، تلمسه في كل ما يحدث ويصدر من هذه الإمارة، ليس في محيطها المكاني فقط، بل حتى في مشاركاتها الخارجية التي جعلتها هدفاً لتعريف العالم بالمنجز الثقافي الإماراتي وتاريخ هذا الوطن الجميل وعطاء أبنائه من أول زخة فيه إلى آخر حبة رمل في حدوده.
من هذا المنطلق وبوعي كامل بالهدف من المشاركة، تشارك الشارقة في المحافل الدولية في دول العالم المختلفة، ناقلة صوت الإمارات ومنجزها الثقافي وروح أبنائها وعطاء قادتها وتاريخها العريق وتراثها الثري ليعرف العالم من نكون وإلى أين نحن ماضون، لذا كان لمشاركات الشارقة في معارض الكتب العالمية المختلفة عبق مختلف وروح سامية وشجرة عروقها في الأرض وفرعها في السماء شموخاً وتميزاً، وكانت المشاركة الأخيرة في اليونان، حيث تحل الشارقة كضيف شرف على معرض «سالونيك» الدولي للكتاب في دورته العشرين الذي أقيم من 16 إلى 19 مايو الحالي، فكانت المدينة العربية الأولى التي تنال هذا الشرف الذي تستحقه بكل جدارة ليس فقط كحضور ثقافي، بل بسبب عطائها المستمر الذي لا ينضب في تأصيل الثقافة ودعمها ودعم مبدعيها في شتى المجالات المعرفية والأدبية والفنية، حتى أصبحت الدول المختلفة هي من يسعى ويتشرف بمشاركة الشارقة في محافلها ومعارضها الثقافية والأدبية.
على أرض «سالونيك» باليونان، حيث تقابل أحفاد سقراط وأفلاطون وتنتبه لملاحظات أرسطو وخبراته، وتمشي خطوة بخطوة مع «هرقليس»، وتمضي متصفحاً بين حروف الإلياذة والأوديسة، مشنفاً آذانك بقصائد «هسيود» و«كفافيس» و«يانيتس ريتسوس»، لتقدم الشارقة بدورها وبكل اقتدار لهذا الشعب العريق أبناءها، أبناء الإمارات ونتاجهم الفكري والفني والإبداعي وكنوز تراثهم المادي والشفاهي، وفنونهم المختلفة، ليس فقط عبر مشاركات فكرية وندوات وأمسيات بل عبر ترجمات لأعمال قصصية وروائية وشعرية وأدبية لمبدعين إماراتيين باللغة اليونانية، ليصل صوت الثقافة والإبداع بسهولة ويسر، وعبر ترجمة فورية لكل الفعاليات التي تقام في الجناح الخاص بالشارقة في المعرض، بل تقديم لوحات من الفنون الشعبية الإماراتية في الساحات والأماكن العامة.
الحديث عن ما تقدمه الشارقة في تأصيل الثقافة وتعريف العالم بالثقافة العربية والإماراتية حديث يطول، وتميز ليس له من ينافسه في الشكل والنوع والمضمون والحضور.
كل الشكر للشارقة حكومة وجهات حكومية مشاركة على هذا الجهد الوطني الخالص الذي جعلنا ونحن نشارك فيه نرفع رؤوسنا عالياً بوطننا وقيادتنا وأنفسنا.
كل التقدير لهيئة الشارقة للكتاب فما تقدمونه يعجز اللسان عن وصفه.
الشارقة.. اليونان