كيف لنا ألا نحزن والغائب مهندس الشعر وقافيته العذبة، طوى كل دفاتره وردّ رسائله إلى ربّ كريم، غاب بدر الشعر، غاب مَن كنا ننتظر قصائده على أحرّ من الجمر، إما منشورة أو مغناة، أو مسموعة منه، غاب من كان يكتب بنبض القلب وإحساس الروح، غاب صاحب «عطني المحبة والهوى لو تمنى وسوالف ليل»، غاب وترك لنا «جمرة غضى» تلهب الحزن وتؤجج الألم، غاب بعد أن قال «ردي سلامي» لكن دون أن يودعنا، غاب بعد أن قال «أبعتذر» و«لا تردين الرسايل» و«لا تجرحيني»، وترك الجرح غائراً بفراقه.
الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن آل سعود الذي انتقل إلى رحمة الله يوم السبت الماضي، بعد صراع مرير مع المرض لم يمهله طويلاً؛ حيث أسلم الروح بعد 75 عاماً طرز فيها سماء الشعر بعذب قصائده وجميل كلماته وفنون ريشته؛ إذ رفد الساحة الأدبية والشعرية بعدة دواوين، منها «رسالة من بدوي» و«ما ينقش العصفور في تمرة العذق»، و«لوحة ربما قصيدة»، و«ومض»، والكثير من الأمسيات التي ما زلنا نستعيد فن الأداء وصدق العبارة وروعة السبك والفكر منها.
لم يكن البدر شاعراً عادياً، بل مجدداً في عمق القصيدة الشعبية، مانحاً لها روحاً جديدة، وعمقاً مختلفاً، وعبارة أقرب للهمس والروح والخاطر، مانحاً لها وهجاً مختلفاً عبر بها كافة أقطار الوطن العربي بسهولة ويسر، آخذاً معه كل من تلامس كلماته مسمعه.
غاب البدر لكن كلماته وحروفه وقصائده لن تغيب، ستظل محل القلب، وسنظل نبحث عنها ونعيد سماعها ونتعلم منها، ونعجب بها من جديد.
ذات صيف لندني التقيت معه صدفة، فلم أضِعْ فرصة السلام عليه، رحّب بي وأخذني إلى جانبه في حديث هامس دافئ، يشفّ عن شخصية هادئة صادقة شفافة، كانت النصف ساعة التي جلست فيها معه عمراً بكامله أعتزّ بلحظاته دائماً.
غاب البدر، غاب أيقونة الكلمة ومهندسها ومانح الكلمة المغناة فكرة فلسفية لا يزال نبضها حياً في كل الأعماق، غاب البدر الذي قال: «كل ما أقفيت قالت لي تعال»، وكلنا نتمنى أن نقول تعالَ يا بدر، لكن لا راد لقضاء الله.
رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا والشعر وأهله الصبر والسلوان.
لم يكن البدر شاعراً عادياً، بل مجدداً في عمق القصيدة الشعبية، مانحاً لها روحاً جديدة، وعمقاً مختلفاً، وعبارة أقرب للهمس والروح والخاطر، مانحاً لها وهجاً مختلفاً عبر بها كافة أقطار الوطن العربي بسهولة ويسر، آخذاً معه كل من تلامس كلماته مسمعه.
غاب البدر لكن كلماته وحروفه وقصائده لن تغيب، ستظل محل القلب، وسنظل نبحث عنها ونعيد سماعها ونتعلم منها، ونعجب بها من جديد.
ذات صيف لندني التقيت معه صدفة، فلم أضِعْ فرصة السلام عليه، رحّب بي وأخذني إلى جانبه في حديث هامس دافئ، يشفّ عن شخصية هادئة صادقة شفافة، كانت النصف ساعة التي جلست فيها معه عمراً بكامله أعتزّ بلحظاته دائماً.
غاب البدر، غاب أيقونة الكلمة ومهندسها ومانح الكلمة المغناة فكرة فلسفية لا يزال نبضها حياً في كل الأعماق، غاب البدر الذي قال: «كل ما أقفيت قالت لي تعال»، وكلنا نتمنى أن نقول تعالَ يا بدر، لكن لا راد لقضاء الله.
رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته، وألهمنا والشعر وأهله الصبر والسلوان.
وغاب البدر
جريدة الخليج