هل يكفي أن أحزن لغيابك؟ هل يكفي أن أبكيك؟ هل يكفي أن أقرأ كل ما كتبت لأستعيدك؟ هل يكفي أن أحلم بك لتكون معي؟ هل يكفي أن أتناسى وأقول إنك مسافر وستعود لنا لا محالة؟ هل يكفي أن أفتح ألبوم الصور لأستعيد أحلامنا، أم أقرأ رسائلنا وأحصي ما كتبت وما دونت وما نشرت، أم أغمض عيني مستسلماً مسلماً وأترك القلب ليمسح ألمه دمعة دمعة، وجعاً وجعاً، يختصر المسافة بين الحضور والغياب مقبلاً جبينك، ومستودعاً الله دينك وعملك وخواتيم أعمالك، هامساً في أذنك بسلامٍ خاص لكل الأحبة الذين غادروا قبلك؟.
أي غصة تركت في حلقي وأنا أسمع نبأ رحيلك أيها البديع المبدع البهي، كيف طاب لك هكذا أن تتركنا لا نجيد إلا اجترار ذكرياتنا معك، كل منا يقول أنا الأقرب منه والأحب إليه والأكثر تواصلاً معه، نتباهى بك فينا، فكيف أغمضت عينيك أيها العزيز دون أن أطيل النظر فيهما؟.
عبدالعزيز المطوع