يغيب المشاهير بعد حياة صاخبة، لكن تظل وسائل الإعلام، خاصة، معنية بتتبع أخبار ورثتهم. في الغالب لا يكون الورثة بموهبة وشهرة آبائهم أو أمهاتهم، وقد يكونون أميل إلى الابتعاد عن الأضواء التي تحتها عاش من ورثوهم، ولكن كونهم يحملون أسماء عائلاتهم فإن ذلك كاف لأن يكون سبباً وجيهاً لتقصي وتتبع أخبارهم، وها نحن إزاء خبرين يتصلان بوفاة ابنتي نجمين بارزين أحدهما في عالم السينما، هو شارلي شابلن، والثاني في مجال الموسيقى والغناء، وهو ألفيس بروسلي، الذي يشار إليه عادة بوصف «ملك الروك أند رول»، لتصبح وفاة ابنتيهما حدثاً توقفت عنده وسائل الإعلام ووكالات الأنباء.
في الخبر المتصل بابنة ألفيس، ماري ليزا بروسلي، وهي ابنته الوحيدة، نقرأ أنها توفيت بسبب انسداد الأمعاء الدقيقة، نتيجة التصاقات تطورت بعد جراحة معالجة السمنة التي خضعت لها قبل سنوات، وأعادت وفاة الابنة، وهي الأخرى، مغنية وكاتبة أغان، التذكير بتراث والدها الذي توفي في العام 1977، ويوصف بأنه «أحد أهم الرموز الثقافية في القرن العشرين»، حيث ظهر في 31 فيلماً وسجل 784 أغنية وأدى أكثر من 1,684 حفلاً غنائياً.
ويعدّ بريسلي أحد رواد موسيقى الروكابيلي، وهي موسيقى سريعة مزجت موسيقى الكانتري مع موسيقى الريثم أند بلوز، واعتبر شخصية رائدة في عالم الروك أند رول، بسبب أغانيه التي تصدرت مختلف القوائم، وتميّز طريقة أدائه في الغناء، وثمة سبب مهم لشهرته هو نجاحه في تجاوز حدود الأعراق في زمن بزوغ حركة الحقوق المدنية.
أما جوزفين شابلن، ابنة الممثل الكوميدي شارلي شابلن، فقد توفيت عن عمر ناهز 74 عاماً، وهي واحدة من 11 من أبناء شارلي شابلن، الذي عرف بتعدد زيجاته وكثرة أبنائه، وأضحى شابلن أيقونة في جميع أنحاء العالم لنجاحه في تجسيد شخصية الصعلوك أو المتسكع، التي شكلت له قاعدة جماهيرية كبيرة من المشاهدين والمعجبين بأدواره، الذين لا يحتاجون الى إتقان اللغة أو قراءة سطور الترجمة أسفل الشاشة لكي يفهموا أدواره، فيومها كانت السينما صامتة.
كالكثيرين من الفنانين والأدباء الكبار في الولايات المتحدة، كان شارلي شابلن ضحية الحملة التي قادها السيناتور الجمهوري جوزيف مكارثي، وعُرفت بالمكارثية نسبة إليه، في مطالع خمسينات القرن العشرين، ونستدل من كتاب وضعه د. رمسيس عوض على أن شابلن تعرض لتحقيقات رسمية وأخرى غير رسمية من الأجهزة الأمنية في تلك الحقبة.
حملت تلك الضغوط شابلن على مغادرة الولايات المتحدة نهائياً إلى سويسرا، التي استقرّ فيها حتى وفاته، مستمراً في تجسيد المقولة المنسوبة إليه: «الحياة مأساة عندما تراها عن قرب، وكوميديا عندما تنظر إليها من بعيد».
جريدة الخليج