بدأت القمة العالمية للحكومات في دبي، بالسمفونية العاشرة لبتهوفن، وهي سمفونية منقوصة، لكنها بفضل الذكاء الصناعي كانت مكتملة هذه المرة، وهي معجزة العصر خصوصاً بعد مرور قرنين على النوتة التي دونها قبل مرضه ووفاته، أما مصدر هذا الكمال والإعجاز فهي البرامج الافتراضية الصناعية الذكية التي قامت بتجميع مجمل أعمال بتهوفن وتحليل عبقريته، ثم استنساخها وتضمين إلهامه، وأخيراً تكملة هذه السمفونية الباذخة.
لنتساءل اليوم، ماذا عمن يكتبون الوجدانيات، والأرواح المبدعة، وهل الذكاء الصناعي يجعلهم يستعدون لتغيير أنفسهم، بألا يكتبوا أدباً، بعد استخدام أطنان من المعلومات والنصوص المتوفرة، وبمجرد منح هذا الذكاء المصنوع الفكرة الإبداعية، يبدأ بكتابة النص وبأفضل ما يكون وما يمكن، فالذكاء الصناعي يقول إن هدفه نبيل، فهو لا يريد سوى إيصال النص الأدبي أو العلمي إلى القارئ ليتمتع وينبهر.. كما يؤكد الذكاء الصناعي أن الفكرة الإبداعية هي التي تلعب دورها العميق في الكِتاب المصنوع، الفكرة الجديدة بوصفها الأصل في الإبداع… وباقي الأدوات الفنية يتم وضعها صناعياً وبأفضل ما يمكن.
نعم هو الجزم بإمكانية الذكاء الصناعي وعلى مستوى العالم أن يتدخل في تغيير المناخ، وتطلعات الإنسان للمستقبل، وجاذبية المدن، وتقدم العلوم، وصناعة الإدارات والأنظمة الاقتصادية والعسكرية، بل أن الذكاء الصناعي سيقوم بتحديد شخصية إنسان المستقبل ومهاراته الوظيفية… إذن الآتي هو التعايش مع الذكاء الصناعي، إلا الأدب والفكر والإبداع، فلا بد من خيال وعواطف إنسانية وتجليات صادقة من أجل الكتابة، حقيقية لا مفتعلة.
الذكاء الصناعي وسمفونية بتهوفن – بقلم ريم الكمالي
جريدة البيان