شيخة المطيري، شاعرة الإمارات التي أحبت الشارقة كما أحبت الشعر، قالت حين فازت بجائزة الشارقة للشعر العربي إنها كانت تتساءل عن كون الشين ذات ثلاث نقاط أو ثلاث أثافٍ، ولكنها حين كبرت عرفت أنها لاسمها، ثم كبرت قليلاً فعرفت الشعر، وحين اكتملت عرفت أنها الشارقة، وبهذه المعرفة اكتملت نقاط الشين الثلاث.
المطيري التي تعيش حياتها شعراً، تستقبل الجميع بابتسامة مرسومة بالقوافي، لها قلب قُدَّ من بحور الشعر، ولها حضور لا يشبه إلا القصيدة العصماء.
تكتب الشعر فتخلق لوحات من حروف، تعرف معنى المفردة المختلفة حين تتخلق بيتاً شعرياً من غير صور ذهنية ترهق كاهل القصيدة. تحول نبضها حروفاً تتراقص لتكون شعراً بالغ العذوبة.
شيخة المطيري التي عشقت الشعر كما الإذاعة، فكانت خير مذيع في إذاعة الشارقة التي كونت مخزونها المعرفي كما قالت مراراً، وعشقت الشعر كما عشقت المخطوطات التي يضمها مركز جمعة الماجد حيث تعمل، أو تعيش.
صادقة في فرحها، طفلة في مشاعرها، شاعرة في جزالة حرفها. هي التي كتبت «مرسى الوداد»، وأكدت أن «للحنين بقية»، وقالت للحب والشعر: «يا أكثري وأقلي» وأصدرت «وأظن أنا».
هي التي نشأت في بيئة تحب الكتب، وكبرت وهي ترى مكتبة عامرة بالأدب والتاريخ والشعر فكانت لها أول الإلهام.
استحقت شيخة هذا الفوز والتكريم بالسلام على سلطان الثقافة والإبداع، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مؤسس بيوت الشعر في مختلف أرجاء الوطن العربي، فكان الفوز فوزين، والتكريم تكريمين.
ولم يكن هذا فوزها الأول، فقد نالت جائزة الشيخة شمسة بنت سهيل للنساء المبدعات، ودرع المنجزين العرب في شرم الشيخ، والمركز الثاني في برنامج أمير الشعراء لعام 2019، وجائزة الشارقة لإبداعات المرأة الخليجية عن مجال الشعر.
هنا شيخة – بقلم سوسن دهنيم