صادف يوم أمس اليوم العالمي للغة «برايل»، وهي اللغة التي يقرأ بها المكفوفون مستعينين بحاسة اللمس لديهم.في هذا اليوم الذي لم يلتفت له كثيرون، أصدرت بعض الجهات العامة والخاصة في دولنا تصريحات تفيد بتقديم بعض الكتب للمكفوفين من خلال طباعتها بلغة «برايل»، وبالنظر إلى ما يتوفر في المكتبات من كتب ورقية نجد أن أكثرها كتب قديمة في مجالات الشعر والأدب وبعض المجالات العلمية.
هذه التصريحات وما يوجد في المكتبة العربية من كتب مطبوعة بـ «برايل» تجعلنا نتساءل: هل أعطينا المكفوفين كامل حقوقهم فيما يخص القراءة والتعلم والتثقيف؟ هل يريد المكفوفون اليوم كتباً مطبوعة أم أنهم يفضلون الاطلاع والتعلم والتثقف بالكتب المسموعة سواء تلك المسجلة أو من خلال برامج تثبت على الحواسيب والأجهزة الذكية تحول كل ما على الشاشة إلى مسموع، فيتمكنون بذلك من قراءة الصحف وجميع الكتب الإلكترونية الأخرى؟
إذا كان بعض المكفوفين يفضلون قراءة الكتب الورقية كما يفعل غيرهم من غير المكفوفين، فهل وفرنا لهم بالفعل كتباً حديثة في شتى المجالات تتناسب وكمية الكتب التي تطبعها دور النشر في كل يوم؟ وإذا افترضنا أن كثيراً من المكفوفين يميلون اليوم لخيار الكتاب المسموع، خصوصاً وأن البرامج الناطقة صارت متاحة من شركات متعددة لولا أن أسعارها تقف حائلاً دون شرائها، من قبل بعض الأسر محدودة أو متوسط الدخل، إذ يجب عليهم أن يشتروا الجهاز إضافة إلى البرنامج، فهل تتوفر غرف خاصة بحواسيب مجهزة للمكفوفين في المكتبات العامة الحديثة ومكتبات المدارس والجامعات؟ هل يمكننا توفير هذه الأجهزة بالبرامج كما نوفر للطلاب كتباً مطبوعة ؟ هل تتأكد جميع الصحف المحلية من قدرة المكفوفين على قراءة صفحاتها الإلكترونية؟ وهل توفر خيار الاشتراك الإلكتروني للمكفوفين كما توفر خيار شراء النسخ الورقية لغير المكفوفين؟
الكثير من الأسئلة بحاجة للطرح، والأهم منها هو أن الكثير من القوانين والقواعد بحاجة للظهور للنور لكي نضمن إعطاء هذه الفئة حقها في القراءة والتعلم.
مطبوع بـ«برايل» أم مسموع؟ – بقلم سوسن دهنيم
جريدة الخليج