شيخة الجابري تكتب: الشارقة إذ تبتسم

شيخة الجابري

في العالم الذي نُحب، ونحو ما يأخذنا من متعة وفائدة ورفقة قريبة إلى أرواحنا، تتقاطر الوجوه من كل حدب وصوب، يجيئون باحثين عن ذواتهم، عن أصحابهم، عن المتعة والمعرفة والفائدة، يستظلون بفيء الكتاب في شارقة الحب والابتسام والأمنيات العِراض، هناك حيث تزهو الشارقة هذا الأسبوع وما يليه بمعرض الشارقة للكتاب في دورته الـ41، حيث افتتح راعي الثقافة المُعلّم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أعمال الدورة الجديدة للمعرض في مساءٍ شعّ فيه نور الفرح، وابتسمت القلوب للقائه، رعاه الله.
عند زيارتك أو مشاركتك في فعاليات وأنشطة معرض الشارقة للكتاب تشعرُ بأنك تخرج من عالمٍ يسكنه الضجيج إلى آخر أكثر هدأةً وسكوناً، عالم يختلف في شكله وقيمته ومكانته عما يحيط بك من واقعٍ تعيشه لاهثاً نحو العمل، وكسب الرزق، تلتهمك متاعب الحياة من دون أن تشعر، ويبتلعك الوقت من دون أن تتنبه إلى أنه مضى وأنت تتبع القطار تلو القطار والمحطات كثيرة، كل محطة ترسم أثراً على خطواتك تعباً تارةً، وفرحاً تارة أخرى.
غير أنك تنسى كل ذلك حينما تتجه إلى الأرحب من المساحات الضاجة بمحبي الكتاب، والراغبين في الاستزادة من العلم والمعرفة، تلتقي العقول هناك، يتبادلون الحوارات، ينتصفون الوقت مع الوقت مع الأيام ليجدوا لهم مكاناً على خريطة الزمن تدفع بهم رغم ازدحام الشوارع العنيف نحو ذاك العالم المسكون بالمعرفة والعلم، المتطور عاماً إثر عام، تستريح هناك من عناء الركض، وتتنفسُ عميقاً حينما تستقطع للكتاب قطعةً من يومك.
في هذا العام شاركتُ في ندوتين مهمتين ضمن برنامج المعرض، وأصدرت 6 إصدارات جديدة للأطفال ضمن سلسلة حكايات شعبية، والسادس ديوان شاعرة لها تاريخ وباعُ طويل في الشعر هي ابنة مدينة العين الشاعرة موزه بنت جمعة المهيري، وكما فعلتُ فقد دفع غيري من الكُتّاب بإصداراتهم الجديدة نحو المعرض، الأمر الذي يُشعرك بالفرح وأنت ترى أجيالاً مختلفة تقاسمك طاولة التوقيعات فتبتسم لهذه الحالة التي يعيشها طفل حولك يوقع كتابه الجديد، وشاب، وفتاة، ومخضرم، أطياف مختلفة جمعها حب الأدب والكتاب.
تبتسم الشارقة لساكنيها، وزوارها، هي عاصمة الثقافة التي تُكرّس هذا المفهوم من خلال العديد من المنابر الثقافية التي تؤمن بأن المعرفة ملكُ للجميع، وعلى الجميع أولئك أن يقتنصوا الفرص، ويُسخروا الوقت من أجل الحصول على المعرفة عبر كتاب، أو ندوة، أو محاضرة أو أمسية أدبية، فالكتاب صديقنا الوفي في زمن التقلبات الكبرى.

شيخة الجابري تكتب: الشارقة إذ تبتسم

جريدة الخليج