عن عمر ناهز الـ 63 عاماً رحل يوم الأحد 3 يوليو 2022 الكاتب العراقي المعروف رسول محمد الذي تخصص باللغة الألمانية وفلسفتها، وأغنى المكتبة العربية بعشرات الكتب النقدية والفلسفية التي كان لها صداها بين القراء وكانت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية قد أصدرت له كتاب (زايد في رحاب الشعر والشعراء) عام 2017م.
ولد رسول محمد رسول في الكوفة عام 1959م، ودرس الفلسفة في عدد من الجامعات العربية، وصدرت له عشرات المؤلفات في الرواية والفلسفة والدراسات النقدية من أبرزها كتاب (فتنة الأسلاف: هيدغر قارئاً كانط)، وكتاب (إنسان التأويل). انتقل رسول للعيش في بغداد عام 1964م، وتلقّى تعليمه في مدارسها.
حصل على البكالوريوس في الفلسفة من كلية الآداب في جامعة بغداد عام 1987م. حصل على درجة الماجستير في الفلسفة الألمانية الحديثة، ثم على درجة الدكتوراه في التخصص نفسه من جامعة بغداد عام 1997م. وعمل أستاذاً في عدد من الجامعات العربية. وكان مستشاراً في جائزة الشيخ زايد من عام 2012م إلى عام 2013م. وشارك في تأسيس بيت الحكمة العراقي عام 1997م.
وقد نعاه عبر وسائل التواصل الاجتماعي عدد كبير من أصدقائه ورفاقه ذاكرين خصاله الحميدة، فقد كتبت الكاتبة المغربية سعيدة الشريف “كان نعم الباحث الجاد والإنسان الخلوق، لا يتردد في مد يد العون للكل”، وكتبت الروائية السودانية آن الصافي “سأفتقد أستاذ قدير من أوائل الذين اهتموا بمشروعي الأدبي وتابع خطواتي بتشجيع مستمر” وقال الكتب عواد علي على صفحته في الفيسبوك “رحيلك خسارة كبيرة للفكر الفلسفي والنقد الأدبي والرواية”.
ومن أبرز كتبه: (العقلنة: السبيل المرجأ) صدر عن مكتبة الديار في بغداد عام 1993م. (الغرب والإسلام: استدراج التعالي الغربي) صدر عن دار أسامة للنشر في عمّان عام 2000م. (محنة الهوية مسارات البناء وتحوّلات الهوية) صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2002م.
(نقد العقل التعارفي: جدل التواصل في عالم متغير) صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر عام 2004م. (فقهاء وأمة) صدر عن دار الانتشار العربي عام 2008م. (نقد العقل الإصلاحي: قراءات في جدلية الفكر العراقي الحديث) صدر عن النايا للدراسات والنشر في دمشق عام 2008.
(الإسلام السياسي في العراق الملكي) صدر عن دار النايا للدراسات والنشر عام 2008م. (صورة الآخر في الرواية الإماراتية) صدر عن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في أبو ظبي عام 2009م. (تمثيلات المرأة في الرواية الإماراتية) صدر عن وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع في أبو ظبي عام 2009م.
(الجسد في الرواية الإماراتية) صدر عن هيئة أبوظبي للثقافة والتراث عام 2010م. وصدر بعنوان آخر هو: (الجسد المتخيَّل في السَّرد الروائي) عام 2014م. (الأنوثة السّاردة: قراءات سيميائية في الرواية الخليجية) صدر عن دار دار التنوير في بيروت عام 2013م.
(المثقّفون في القرن الأول الهجري) صدر عن مركز سُلطان بن زايد للثقافة والإعلام في أبو ظبي عام 2017م. (أنثى غجرية) رواية صدرت عن دار مداد للنشر والتوزيع في دبي عام 2018م.
ومن حوار نشر في مجلة “ذوات” قال عن منجزه الكتابي: لا أكتب من أجل تحقيق تراكمية شكلية أحوز بها منزلة ما على الإطلاق، ومنذ سنة 1997 – بعد حصولي على الدكتوراه في الفلسفة الألمانية – رسمت معالم طريقي في مجال الكتابة، وبدأت أقول مشروعي الفكري والفلسفي والنقدي والروائي.
أنا كاتب غزير الإنتاج، وهذا يثير حسادي؛ بل والكارهين لأي شخص منصرف إلى قول خطابه بنحو منتظم، أنا كاتب متفرغ أقرأ وأفكّر وأكتب بنحو عشر ساعات يومياً، أستغل كل دقيقة أعيشها لأكتب، ولا وقت عندي للفضفضة الفارغة، لا أحسد غيري، ولا أكره غيري، وأجد الكثير من النفاق حولي، وتلك سنة الحياة في ظل وجود المنافقين والحسّاد، والذين يشوّهون سمعة ومكانة الآخرين الجادين في حياتهم، تعلّمت الجدة في الإنتاج من أبي، رحمه الله، وكانت أمي شمعتي التي تضيء طريق الجدة عندي، تعلّمت من أستاذي الراحل الفيلسوف العراقي حسام الألوسي بأن الكتابة طقس للروح المبدعة.
رحيل الكاتب العراقي رسول محمد رسول