فوز ميسون صقر القاسمي بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الآداب عن كتابها «مقهى ريش.. عين على مصر» في دورتها السادسة عشرة 2022، فوز مستحق لكاتبة عرفت عمق الكلمة ودورها، تعاملت مع كل ما تكتب وتبدع بحرص وحرفية وحب، فقد دان لها الشعر فكتبت أعذبه، وغاصت في السرد فجاءت رواياتها نفس عابق بالأصالة والتجدد واللغة الآسرة، قلمها لا يكتب إلا من القلب، كما هي فنانة تشكيلية تضع بفرشاتها كل لون في مكانه المنشود، وولع بالسينما حقق لها جائزة لجنة التحكيم «المجمع الثقافي» عن فكرة فيلمها التجريبي «خيط وراء خيط».
ميسون معجونة بالإبداع، تعيشه وتتنفسه وتمارسه بشغف، تتعامل مع منتجها في كل أشكاله بحرص وإخلاص وحب، لا ترضى في الإبداع بأنصاف الحلول، لذا لا تستعجل في تقديم أعمالها الأدبية والفنية، تعمل عليها بتروٍ وصبرٍ شديدين حتى تنضج وتتكامل فكراً، وطرحاً، ومضموناً، ولغة، لا تكتب لمجرد الكتابة أو ترسم لمجرد ممارسة الفن، هي تمارس قناعات مترسخة في وجدانها الشخصي، والأدبي والإبداعي والإنساني.
هي التي وصلت روايتها «في فمي لؤلؤة» للقائمة القصيرة لجائزة الشيخ زايد للكتاب سنة 2017، وفازت كأول مبدع إماراتي يحقق جائزة أدبية عالمية، حيث فازت بجائزة كفافيس الدولية للشعر سنة 2014، وها هي اليوم تضيف إنجازاً آخر، كأول إماراتي يفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع الآداب.
ميسون بفوزها تقدم درساً أن لكل مجتهد نصيباً، المهم هو أن يخلص لما يقدمه.
فوز ميسون بالجائزة فرح نستحقه كما تستحقه ويستحقه كل مبدع يقدم عملاً استثنائياً مبتكراً.
مساحة الفرح الطاغية التي رأيتها على الوجوه المعنية بالحياة الثقافية في الإمارات، وما عبرت به من غبطة ومباركة وسرور أقلام العديد من الإخوة والأخوات سواء في الإمارات أو خارجها، تعبر عن المكانة الكبيرة التي تحتلها ميسون في قلوب الجميع، والمكانة والرصيد الأدبي الذي تحتله في وطنها الإمارات أو في مصر أو غيرها من البلاد العربية.
ميسون صقر القاسمي، فرحك فرحنا، وسعادتنا بك يا ابنة هذا الوطن غامرة، وفخرنا واعتزازنا بك لا يوصفان، خصوصاً أن الجائزة تحمل اسم القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.
ميسون القاسمي – بقلم إبراهيم الهاشمي
جريدة الخليج