نظم النادي الثقافي العربي أمس الأول معرضاً استعادياً للفنان التشكيلي السوداني الرحل إبراهيم العوام، وضم المعرض أكثر من 30 عملاً فنياً ولوحة حروفية حكت مسار التجربة الفنية التي عاصرها العوام في السودان وخارجه، وذلك بحضور عمر صالح المستشار الثقافي في القنصلية السودانية بدبي، والمهندس عمر خوجلي رئيس المجلس الاجتماعي للجالية السودانية في الشارقة وأعضاء المجلس، وجمع من المهتمين في الفن التشكيلي.
عقب افتتاح المعرض ناقش عدد من النقاد التجربة الإبداعية للعوام وأهم سماتها، وخلال جلسة حوارية أكد د. يوسف عايدابي المستشار الثقافي في دارة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي للدراسات الخليجية، مستشار الهيئة العربية للمسرح أن الساحة الثقافية فقدت أحد أهم أعمدتها الأساسية في المشهد التشكيلي العام الماضي، إذ عرف العوام بإنتاجه الفني الكثيف وحضوره الفكري اللافت وقراءاته النقدية للأعمال التشكيلية.
وتابع د. عايدابي أن العوام يعد من أواخر رواد الفن الحديث في السودان الذين حققوا خلال فترة السبعينيات والثمانينات خصوصية مميزة عبر مسيرته الفنية المتصلة بمراحله المختلفة ومنها المرحلة الموضوعية حيث نجد أن الإنسان يمثل المحور الرئيسي في أعماله.
وبدوره قال د.عمر عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة النادي أن تعدد الروافد الثقافية للعوام شكلت وعيه الفني، وأضاف: إن العوام فنان تعبيري وتجريدي نجح في تجسيد اللامرئي على مساحة اللوحة البيضاء وفي ملحمته الفنية سنلحظ إبداعه الذي يؤكد رؤيته التشكيلية بأن التميز يكمن في المحلية للانطلاق إلى العالمية، كما اشتغل على النقطة والخط وشبه الدائرة وتوافقات الألوان.
وذكرت الإعلامية عايدة عبدالحميد، أن العوام غاص بالحرف وعزف على أوتار الجمال في عالم نوراني شفاف، مقرراً الإبحار في ذلك العالم الخفي ليبحث عن الضوء الخافت بداخله ويمزج به طاقته فيزداد توهجاً، ولعل تعدد أساليبه التشكيلية بين التكعيبية والسيريالية من ناحية وبين اعتماده على الفلكلور العربي الإفريقي شكل تجربته الإبداعية المميزة.
جريدة الخليج