نظم مشروع «كلمة» للترجمة في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي ندوة للاحتفاء بالمترجم المصري الراحل أبوبكر يوسف ضمن مشاركته في معرض موسكو الدولي للكتاب 2019 وذلك تقديراً للإرث الثقافي الذي خلفه، وما قدمه من أعمال لكبار الأدباء والمؤلفين الروس مثل أنطون تشيخوف وألكسندر كوبرين وجنكيز ايتاماتوف. شارك في الندوة كل من جمال أبوبكر يوسف، والمترجم الدكتور ماهر سلامة.
وتحدث جمال أبوبكر يوسف عن محطات بارزة في سيرة والده، وكيف استطاع أن يقدم هذا الكم الكبير من الإبداع والتراجم المتميزة في ظل انشغاله الكبير بالعمل السياسي والاجتماعي، موضحاً أن هناك ثلاثة عوامل رئيسية أثرت في شخصية والده وكان لها دور كبير في ما حققه من منجز إبداعي، الأول تمثل في نشأته؛ فقد كان والده يتمسك بقواعد صارمة في الحياة اليومية، حفظ القرآن الكريم في سن صغيرة وأهلته النتائج المرتفعة التي حققها للانتقال إلى مدرسة خاصة بالطلبة المتفوقين وفي الثانوية العامة كان ترتيبه الخامس على مستوى مصر كلها، ولذا تم اختياره ضمن الطلبة المبتعثين للدراسة في الخارج ومن أوائل المصريين الذين قدموا للاتحاد السوفييتي طلباً للعلم.
أما العامل الثاني فتمثل في الأجواء التي سادت الاتحاد السوفييتي في مطلع الستينات من القرن الماضي، والدور البارز للأدب والشعر وقتها، في ما كان العامل الثالث مرتبطا بوالدتي التي كانت متخصصة بالروسية ودفعت والدي إلى النجاح بمزيد من العزيمة والتشجيع.
وتطرق جمال يوسف إلى علاقة والده بأعمال الكاتب أنطون تشيخوف متوقفاً أمام أحداث لها علاقة بتوقف والده عند بعض الكلمات التي شعر بأنه لم يوفها حقها من الترجمة، خاصة حينما يتعلق الأمر بنقل الحالة النفسية لكلمة المراد ترجمتها ومن ذلك الموقف الذي حصل معه حين كان يترجم رواية تشيخوف «السيدة صاحبة الكلب»، وتوقف عند كلمة أراد بها الكاتب أن يبين الحالة النفسية الباطنية لبطل القصة، وتوقف والدي عن الترجمة لمدة يومين بسبب هذه الكلمة محاولاً أن يجد مرادفاً لها يعبر عن حالة البطل رغم أنه كان من السهل إيجاد مرادف لغوي لها، ونصحته والدتي أن يتجاوز هذه الكلمة ويواصل الترجمة، لكنه وجد أن هذا الأمر سيخل بروح القصة كلها.
وفي مداخلته تحدث المترجم الدكتور ماهر سلامة عن علاقته بالراحل، موضحاً أنه قام بالتدريس له في كلية الألسن عام 1964 ومنذ ذلك الوقت امتدت صداقتهما حتى وفاته في مارس 2019.