يا أَيُّها الشادي المُغَرِّدُ في الضُحى
أَهواكَ إِن تُنشِد وَإِن لَم تُنشِدِ
الفَنُّ فيكَ سَجِيَّةٌ لا صَنعَةٌ
وَالحُبُّ عِندَكَ كَالطَبيعَةِ سَرمَدي
فَإِذا سَكَتَّ فَأَنتَ لَحنٌ طائِرٌ
وَإِذا نَطَقتَ فَأَنتَ غَيرُ مُقَلِّدِ
لِلهِ دَرُّكَ شاعِراً لا يَنتَهي
مِن جَيِّدٍ إِلا صَبا لِلأَجوَدِ
مَرَحُ الأَزاهرِ في غِنائِك وَالشَّذى
وَطَلاقَةُ الغُدران وَالفَجر النَّدي
وَكَأَنَّ زَورَكَ فيهِ أَلفُ كَمَنجَةٍ
وَكَأَنَّ صَدرَكَ فيهِ أَلفُ مُرَدِّدِ
كَم زَهرَةٍ في السَّفحِ خادِرَةِ المُنى
سَكَنَت عَلى يَأسٍ سُكونَ الجَلمَدِ
غَنَّيتَها فَاِستَيقَظَت وَتَرَنَّحَت
وَتَأَلَّقَت كَالكَوكَبِ المُتَوَقِّدِ
وَجَرى الهَوى فيها وَشاعَ بَشاشَةً
مَن لَم يُحِبَّ فَإِنَّهُ لَم يولَدِ
إيليا أبو ماضي
(1890 – 1957)