أدموعا تريدها أم رحيقا
لا ونعماك ما عرفت العقوقا
تتجلّى عند المغيب لعيني
ضياء عذب الحنان رفيقا
و جلاك الشروق حتّى تبيّنت
محيّاك فاحتضنت الشروقا
و تزور البروق تخبرني عنك
و لولاك ما استزرت البروقا
كلّ حسن أرى محيّاك فيه
فأطيل الإمعان و التحديقا
طرق الطيف بعد أن غاب وهنا
أنت أحلى من النعيم طروقا
مرّ في وحشتي نعيما و أنسا
و محا أدمعي رحيما شفيقا
كلّما غبت عنه أو غاب عنّي
لاح في خاطري وسيما أنيقا
إن رعى صحبتي و أوردها الصفو
فقد كان بالمعالي خليقا
نم بقلبي و لو قدرت منعت الـ
ـقلب حتّى تقرّ فيه الخفوقا
نم بقلبي و حرمة لك لن
تسمع منّي تأوّها و شهيقا
نم بعيني فقد فرشت لك الأحلام
مخضلّة الورود طريقا
نم بعيني إذا اصطفيت رؤاها
همّ عيني أن تصطفى و تروقا
زيّن الجفن دمعه لك فانهل
سلافا عذبا و مسكا فتيقا
بدوي الجبل شاعر سوري
(1900ـ 1981)