صـوت صفير الـبلبـلِ
هيج قلبي الثملِ
الماء والزهر معاً
مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلِ
وأنت يا سيد لي
وسيدي ومولى لي
فكم فكم تيمني
غُزَيلٌ عُقيقلي
قطَّفتَه من وجنةٍ
من لثم ورد الخجلِ
فقال لا لا لا لا لا
وقد غدا مهرولِ
والخوذ مالت طرباً
من فعل هذا الرجلِ
فولولت وولولت
ولي ولي يا ويل لي
فقلت لا تولولي
وبيني اللؤلؤ لي
قالت له حين كذا
انهض وجد بالنقلِ
وفتية سقونني
قهوة كالعسل لي
شممتها بأنفيَ
أزكى من القرنفلِ
في وسـط بستان حلي
بالزهر والسرور لي
والعود دندن دنا لي
والطبل طبطب طب لـي
طب طبطب طب طبطب
طب طبطب طبطب لي
والسقف سق سق سق لي
والرقص قد طاب إلي
شـوى شـوى وشاهش
على ورق سفرجلِ
وغرد القمري يصيح
ملل في مللِ
ولو تراني راكباً
علــــى حمار أهزلِ
يمشي على ثلاثة
كمشية العرنجلِ
والناس ترجم جملي
في السوق بالقلقللِ
والكل كعكع كعِكَع
خلفي ومـــن حويللي
لكن مشيت هارباً
من خشية العقنقلِ
إلى لقاء ملكٍ
معظمٍ مبجلِ
يأمر لي بخلعةٍ
حمراء كالدم دملي
أجر فيها ماشياً
مبغدداً للذيلِ
أنا الأديب الألمعي
من حي أرض الموصلِ
نظمت قطعاً زخرفت
يعجز عنها الأدبُ لي
أقول في مطلعها
صوت صفير البلبلِ
الأصمعي
(740 – 831 م)